يبدو ان هناك قرارا عربيا بالتخلص من حزب الله ونزع سلاحه يدعم ويغطي العدوان الاسرائيلي المتصاعد على لبنان وبالتالي فإن ما يجري لابد من التعامل معه على انه جزء من مشروع الشرق الاوسط الكبير الذي روجت له كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية عشية جولتها في المنطقة، لوقف العنف بين لبنان واسرائيل! وهناك مواقف ومعطيات سياسية واضحة ومحددة، تؤكد ان بعض النظم العربية باتت مستاءة من وجود مقاومة أو ممانعة في أي جزء من الأرض العربية، وهي أي هذه النظم باتت مستعجلة للدخول في العصر الاسرائيلي الكامل على أساس ان اسرائيل لا تشكل أي خطر على الحكام العرب بل ان الخطر يتأتى من القوى المتطرفة والتي تطرح مشاريع أو افكارا لتعزيز صمود الأمة العربية. وبات وجود حركة مقاومة مثل حزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، يقلق الحكام العرب الذين يتصورون أو بالأحرى يتوهمون بأن اسرائيل ستدافع عنهم وتحمي عروشهم، اذا ما تعرضوا لأي تهديد من الداخل أو الخارج، وبالتالي فإن هؤلاء لم يجدوا في دعم العدوان الصهيوني على لبنان ومقاومته الباسلة أي حرج وبطبيعة الحال فإن الدروس والعبر التي يمكن استخلاصها من هذه المواجهة القاسية أمران بارزان. الأول ان الصراع العربي - الصهيوني لم يعد كما كان سابقا، بل هو دخل في مرحلة الانحراف الاستراتيجي والثاني ان اسرائيل اضحت مكشوفة من الناحية الاستراتيجية والعملياتية وبالتالي فهي قابلة للهزيمة المعنوية والعسكرية! وهذا ستكون له الكثير من التداعيات القوية على تطورات الاوضاع في المنطقة عامة.. وقد كان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله بارعا ودقيقا في توصيف حجم ومستوى الانتصار الذي يبحث عنه حزب الله عندما أكد ان بقاء الحزب على الأرض واحتفاظه بسلاحه يعد اكبر انتصار له في هذه المواجهة غير المتكافئة الدائرة بينه وبين آلة الحرب الاسرائيلية وهنا لابد من التساؤل: إلى أي مدى يمكن القول بأن الانهيار في الموقف العربي سيمر دون عواقب ومضاعفات وحتى انقلابات؟!