البيان

حملت الولايات المتحدة بشدة على سوريا لوقف دعمها لحزب الله ورفضت عرضا من دمشق لإجراء محادثات مباشرة بشأن الأزمة اللبنانية. وقال السفير الأميركي في الأمم المتحدة جون بولتون لمحطة «فوكس نيوز» الأميركية الليلة قبل الماضية «إن سوريا لا تحتاج إلى حوار لمعرفة ما عليها ان تفعله»، وأضاف بولتون «يجب عليهم الضغط على حزب الله ليفرج عن الجنديين الإسرائيليين الأسيرين والكف عن اطلاق الصواريخ».

وأكد على أن «المشكلة هي الدعم السوري والإيراني لحزب الله في لبنان»، وأضاف أنه «إذا فعل السوريون كل ما يعرفون ان عليهم ان يفعلوا ستكون خطوة إلى الإمام»، مشيرا خصوصا إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559».وكشف بولتون في حديث آخر لشبكة «ان بي سي» الأميركية عن أن «الإدارة الأميركية كانت تجري اتصالات وثيقة جدا بين 2001 و2005 مع سوريا لكن هذا لم يؤثر على سياسات دمشق»، وأضاف «ما زالوا يسمحون بازدهار الإرهاب ويدعمونه. انهم يدعمون حزب الله».

وأضاف إن «السوريين لم يبدأوا بالانسحاب من لبنان بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري إلا بعد أن مارسنا ضغوطا على سوريا أدى إلى عزلها». وأكد بولتون على ضرورة «تفكيك حزب الله قبل القيام بمحادثات مثمرة»، وقال إن «ما نريد ان نفعله هو ان نخرج من هذا الوضع لتعزيز حكومة لبنان وحكومته المنتخبة ديمقراطيا وليس وضع الدولة داخل الدولة التي يشكلها حزب الله».

من جانبه، أشار كبير موظفي البيت الأبيض يوش بولتن إلى أنه على «سوريا وقف دعمها لحزب الله ، وعليهم (السوريين) أن يظهروا اهتماما حقيقا بسحب دعمهم الكبير لحزب الله قبل بدء محادثات مباشرة».وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد صرح لقناة «سكاي نيوز» السبت الماضي «أن سوريا مستعدة لفتح حوار مع الولايات المتحدة لحل الأزمة في لبنان إذا بذلت واشنطن جهدا لحل المشاكل الأخرى في المنطقة، وخصوصا مسألة الأراضي العربية التي تحتلها اسرائيل».

من جهة أخرى، أيد عضوا مجلس الشيوخ الأميركي ريتشارد لوغار وكريستوفر دود في مقابلات تلفزيونية فكرة إجراء محادثات مباشرة مع سوريا». من جهته، رأى سفير سوريا في الأمم المتحدة عماد مصطفى في حديث لشبكة «سي بي اس» الأميركية أن «رفض واشنطن التحدث الى دمشق سببه علاقاتها الوثيقة مع اسرائيل». وقال إن «السياسة الأميركية حيال الشرق الأوسط خطفتها بشكل كامل السياسات الاسرائيلية في المنطقة».

وأضاف مصطفى أن «كل من يجرؤ على معارضة الاحتلال الإسرائيلي وسياسات الضم في الشرق الأوسط يصنف فورا على انه إرهابي»، نافيا أن تكون «بلاده قد سلمت أسلحة إلى حزب الله». إلى ذلك، قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط كيم هاولز خلال مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الأردنية عمان إن «هناك شكوكا كبيرة حول دور سوريا في لبنان وخصوصا تمويلها حزب الله وامداده بالأسلحة».

وتساءل: «لماذا يمولون حزب الله ولماذا يمدونه بالسلاح، ولماذا هناك الكثير من الشكوك داخل لبنان حول ما تفعله سوريا في لبنان؟، وتابع أن سوريا قد تكون تحت ضغط الجولان وهذا أمر آمل ان يكون على جدول الأعمال في المستقبل»، لكنه أضاف ان «ذلك لا يعطي سوريا العذر لتشجيع وتسليح حزب الله على جلب كارثة ليس لها بل لدولة أخرى هي لبنان».