واضح أن صمود المقاومة اللبنانية في وجه آلة العدوان الإسرائيلية، أخذ يحدث تغييرات متسارعة في المواقف اللبنانية والعربية والدولية على السواء، ذلك أن الكثيرين كانوا يراهنون أو يتوقعون أن تنجح إسرائيل في تدمير البنية العسكرية لحزب الله في غضون أيام بل ساعات، وها هي الحرب تدخل أسبوعها الثاني، والمقاومة صامدة، وتوجه ضربات موجعة إلى إسرائيل، سواء في العمق، أو بالتصدي لمحاولات الاجتياح البري، ويترافق ذلك مع أكبر وأخطر حرب نفسية وإعلامية، تمارس منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مما دفع بقادة العدوان الصهيوني إلى استهداف الهوائيات ومراكز بث الفضائيات في عدد من المناطق اللبنانية، في محاولة مكشوفة ومفضوحة لإسكات صوت الحقيقة والشاهد على جرائم الحرب والإبادة التي ترتكبها الطائرات الإسرائيلية ضد الشعب اللبناني، ومن المؤكد أن إسرائيل لن تكون قادرة على إحداث أي تحول في مسار المواجهة العسكرية والمدنية، إلا إذا استخدمت أسلحة غير تقليدية، مثل السلاح الكيماوي أو غيره، وهو أمر يتوقعه المراقبون العسكريون، في ضوء وصول العدوان على لبنان إلى مأزق حقيقي ولا مثيل له حتى الآن، وهذا يزيد من مخاطر احتمال تعرض الشعب اللبناني لمزيد من أعمال القتل والتدمير باستخدام أسلحة أكثر فتكا ووحشية من قبل إسرائيل، ولعل ما أوردته صحيفة «نيويورك تايمز» واسعة الانتشار من أن الإدارة الأميركية، وافقت على نقل قنابل وقذائف ذكية إلى إسرائيل في إطار دعم واشنطن للعدوان الصهيوني على لبنان، قد يكون مؤشرا واضحا على أن تل أبيب قد تلجأ إلى استخدام الأسلحة الكيماوية والبيولوجية لحسم المعركة مع المقاومة اللبنانية، وليس مهما في نظرهم وقوع أعداد كبيرة من الضحايا والأبرياء، وحتى إبادة أكثر من نصف الشعب اللبناني، فالمهم في نظر إسرائيل وأميركا، هو القضاء على حزب الله وتجريده من سلاحه!