"هآرتس"

لم تعكس تعليقات الصحف الاسرائيلية تقدماً نحو التسوية السياسية للحرب على لبنان رغم احتدام الجدل حول المبادرات السياسية المختلفة للتوصل الى وقف النار، ويبدو اكثر فأكثر ان ما ستسفر عنه المواجهات العسكرية الضارية الدائرة في الجنوب هي التي ستحدد موعد العملية السياسية واطاره. وخصص المعلق العسكري زئيف شيف في "هآرتس" أمس مقاله للحديث عن حرب الاستنزاف التي يخوضها "حزب الله" من صور ضد مدينة حيفا، ننقل بعض ما جاء فيه: "حرب الاستنزاف ضد مدينة حيفا وسكانها تخاض من مدينة صور اللبنانية. فمقاتلو حزب الله المنتشرون في صور والمناطق المتاخمة لها هم الذين يقصفون حيفا بصواريخ سورية وكاتيوشا ايرانية متطورة. واذا لم يجر اسكات الوحدة المقاتلة في صور فان مصائب حيفا لن تتوقف. لذا من الغريب ألا توجه العمليات البرية للجيش الاسرائيلي التي بدأت في الجنوب نحو صور وضواحيها. لقد هاجم سلاح الجو صور في الايام الاخيرة، لكن هجومه لم يوقف القصف: فلقد اطلقت عشرات الصواريخ في اتجاه حيفا وضواحيها مما تسبب بخسائر كبيرة.
الواضح ان نقطة الثقل في حرب الاستنزاف التي يشنها حزب الله تتمركز في صور وضواحيها. وتشكل صور هدفاً للقصف أكثر من بيروت والضاحية الجنوبية، وهي أهم بكثير من العديد من القرى الموجودة في القطاع الاوسط في الجنوب...
في الخطوط الأمامية في الجنوب وضع حزب الله فرقتين في مواجهة اسرائيل. الفرقة الأولى هي فرقة "ناصر" المؤلفة من 500 مقاتل يسيطرون على الخط المتقدم والمواقع المختلفة بين القرى في الوسط والى الشرق. هذه الفرقة مسلحة بصواريخ قصيرة المدى، وهي التي تقصف حالياً أهدافاً مختلفة في وسط الجليل وشرقه بدءاً من خط الحدود وداخل الاراضي الاسرائيلية، غالبية الصواريخ تسقط في اراض خالية من السكان، ولكن هناك اصابات في المدن والمستوطنات، مثل صفد وميرون والناصرة وغيرها.
الفرقة الثانية منتشرة في منطقة صور ومسلحة بصواريخ بعيدة المدى. هنا تنتشر الصواريخ السورية من عيار 220 ملليمتراً التي تحمل رؤوساً زنتها عشرات الكيلوغرامات. بالاضافة الى ذلك تستخدم الوحدة القتالية للحزب في صور كاتيوشا من طراز 122 ملليمتراً طورتها ايران ورفعت مداها من 22 كيلومتراً الى 35. والصاروخ الأول الذي اطلق على حيفا كان صاروخاً ايرانياً متطوراً. لقد تحولت صور وضواحيها الموقع المدفعي المتقدم لحزب الله. واذا ضغطنا على مقاتليه فسيحاولون ابعاد الصواريخ الى الوراء ومحاولة قصف المستوطنات الاسرائيلية من هناك. لم تنجح اسرائيل في شرح مشكلة صور امام الاعلام ولا في وقف استهداف حيفا المتواصل... في الوضع القتالي الحالي لا مفر من اقناع سكان مدينة صور بإخلائها، ولكن من غير الواضح ما اذا كان حزب الله سيوافق على ذلك".