شكرا للمثقفين الاسرائيليين الذين بادروا بالتوقيع على عريضة تندد بحرب اسرائيل العدوانية على لبنان وتتحدث عن قيام حكومة اولمرت بارتكاب مجازر بربرية ضد الشعب اللبناني في الوقت الذي لاذ فيه الكثير من المثقفين والمسؤولين العرب بالصمت ازاء هذا العدوان الوحشي الذي تشنه اسرائيل على بلد آمن وصغير مثل لبنان ومن الضروري عدم اجراء اية مقارنة لان المثقفين الاسرائيليين هم جزء من «العدو» في حين ان المثقفين والمسؤولين العرب هم جزء من «الاخوة» أو العروبة! لكن المفارق ان هؤلاء يصرون ليس فقط على الصمت ازاء العدوان الصهيوني، بل شن حملة من الافتراءات والاكاذيب على المقاومة اللبنانية وحزب الله وتحميلها مسؤولية الخراب والدمار الذي لحق بلبنان حتى الآن وكأن حزب الله هو الذي بادر بشن الحرب وكأن لبنان هو الذي يعتدي على اسرائيل وليس العكس. فمن يقرأ تعليقات الصحف العربية ولاسيما السعودية فإنه يصاب بالصدمة من جراء ما ينشرفيها من تحليلات ومقالات تحيد الصحف الاسرائيلية نفسها في نشرها لا بل ان هذه الاخيرة تعترف بأن مقاتلي حزب الله اشداء ومدربون على قتال النفس الطويل! فأحد الكتاب البارزين في احدى الصحف السعودية اجرى مقارنة بين اسر جنديين اسرائيليين من قبل حزب الله وبين العدوان الصهيوني الشامل على لبنان ليصل الى الاستنتاج بأنه من غير المعقول اعتبار اسر الجنديين عملا مقاوما مقابل قيام اسرائيل بتدمير الجزء الاكبر من لبنان وكأن صاحبنا يعبر ضمنا عن نوع من الشماتة ازاء هذا الخراب والدمار اللذين لحقا بالشعب اللبناني ولسان حالة يقول: ان من يحاول استفزاز اسرائيل من العرب سيدفع الثمن غاليا كما يحدث الآن او ان يتم الاستشهاد بمقطع من الرسالة المسجلة التي بعث بها احد الحكام العرب غير المعتدلين والذي لا تقيم بلاده علاقات مع اسرائيل الى ايهود اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي حيث هنأ الحاكم العربي المبجل رئيس الحكومة الصهيونية على العدوان الماحق الذي تشنه اسرائيل الآن على لبنان وحزب الله وكأن الرجل لايريد ان يكتفي بموضوع الخيانة القومية في اجراء اتصال مباشر مع رئيس وزراء العدو التاريخي للامة العربية بل هو يشجع هذا العدو على ما يقوم به الامر الذي يفرض على اية محكمة عربية ان تصدر حكما مزدوجا بالإعدام على هذا الحاكم العاقل! فهل عرفتم الآن اسرار نكبة فلسطين عام 1948.