ربما سيتوجب على الرئيس الاميركي بوش ان يضع جانبا عداءه لسوريا اذا ما اراد ان يساعد في انهاء الحرب الدائرة بين اسرائيل وحزب الله في لبنان.

عرضت سوريا لعب دور ايجابي وبناء ولكن لا يوجد هناك ما يشير الى ان إدارة بوش مستعدة للتعاون مع دولة مادامت اتهمتها برعاية الارهاب ومساعدة المتمردين في العراق ودفع ثمن تحاول سوريا الحصول عليه مقابل تعاونها.

وزيرة الخارجية الاميركية زارت الشرق الأوسط ولم تجر اي محادثات مباشرة مع سوريا او حزب الله او مع ايران.

ترغب الولايات المتحدة حاليا في ان تستمر اسرائيل في شن هجومها على لبنان وتقول انه لن يكون هناك وقف لاطلاق النار طالما لم يتم الاتفاق على ترتيبات يتم بمقتضاها حماية اسرائيل من صواريخ حزب الله ومنع مقاتليه من شن هجمات عبر الحدود.

وإذا لم يتمكن الجيش الاسرائيلي من تحطيم حزب الله وهو شيء فشل حتى الآن في تحقيقه، فمن الصعب رؤية كيف يمكن للقوى الخارجية اجراء مفاوضات معقدة لتغيير الوضع الراهن في لبنان دون موافقة وتعاون سوريا.

لابد ان الرئيس السوري يلعب بعامل الوقت ويتمنى ان تسعى واشنطن للحصول على مساعدته وهو واثق من ان اسرائيل لن توسع حربها في لبنان لتشمل سوريا.

ستحاول سوريا دون شك اعادة بناء نفوذها في المنطقة الذي طالته العديد من الضربات القوية وانهاء عزلتها الدبلوماسية.

الرئيس الاميركي بوش يعترف بصورة غير مباشرة بأهمية سوريا وظهر ذلك واضحا في المحادثة التي اجراها مع رئيس الوزراء البريطاني توني بلير حيث تحدث عن قيام سوريا بوقف حزب الله عن فعل ما اسماه بهذه القذارة. التعامل مع سوريا لن يكون بالأمر السهل للرئيس بوش الذي تعاون بصورة وثيقة مع الرئيس الفرنسي شيرك لممارسة الضغوط على سوريا للانسحاب من لبنان بعد ان تواجدت هناك لمدة 29 عاما وذلك بعد اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق في فبراير 2005.

وإذا ما ارادت الولايات المتحدة التوصل إلى حل دائم النزاع في لبنان فلن يكون امام بوش سوى التعامل مع سوريا.

يقول نديم شهادي المحلل في تكتهام هاوس في لندن حتى الآن لم تحرر اسرائيل جنودها ولم تهزم حزب الله او تقلب الشعب اللبناني ضد ذلك الحزب، وفي نفس الوقت ليس بامكانها وقف الحرب دون تحقيق اي شيء.

ربما يكون لسوريا بعض النفوذ ولكن شعبية حزب الله في العام العربي حلقت عاليا وهي بالتالي لن تغامر بممارسة ضغوط حقيقية على ذلك الحزب في نفس الوقت أصبح حزب الله اقل اعتمادا على سوريا واكثر استقلالية عنها منذ انسحاب اسرائيل من لبنان في 2000. كذلك استفاد الحزب من النفوذ الايراني عقب فوز الرئيس الايراني الحالي الذي ينظر اليه على انه متشدد وهو محمود احمدى نجاد.

يقول احد المحللين السياسيين: لايزال حزب الله يتشاور مع السوريين ويسعى للحصول على نصائحهم ولكنه لايتلقى الأوامر من سوريا كما انها لا تمده بأي مال او سلاح. وربما تلجأ سوريا لاستغلال مساعيها الحميدة في اقناع حزب الله بتهدئة الازمة المخاوف بشأن توسع النزاع يشمل سوريا تراجعت مؤخرا. فاسرائيل قلقة مما قد ينتج عن زعزعة حكومة الأسد حيث تتخوف من ان يحل محلها حكومة إسلامية. تعادي الدولة العبرية. وباختصار فإن اسرائيل لاترغب في ان تفتح على نفسها جبهة ثالثة في هذا الوقت العصيب.