نضال الخضري

ما قدمه لنا "المجتمع الأهلي"، الذي يعمل على طرقة "كليلة ودمنة" و "ألف ليلة وليلة"، أطفالا يطرقون أبواب المنازل حتى نقرأ سورة "الفتح" على "نية نصر الإسلام والمسلمين" .. وبالطبع قرأتها لأنها تذكرني بأن البعض عليه "الاستغفار" فإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك و ... استغفره ... لأن الفتح ليس من صنيعتنا، وثمنه أطفالا كانوا يملكون الحلم بينما لا نملك سوى التاريخ ... وجوه بريئة كانت قادرة على الضحك وزرع الأمل، ونحن لا نستطيع سوى توزيع التصريحات بالتعقل أو الأسف والشجب ...

"المجتمع الأهلي" وهو موجود أينما التفتنا يبحث عن "الفتح" ... ولا أريد السؤال أي فتح يريده لأن مجتمع ذكوري ومعاني ما يقدمه "مفتوحة على أكثر من سؤال" .. فإذا جاء "نصر الله" والفتح لم أتذكر سوى حسن "نصر الله" لأنه الوحيد الذي رسم في تلك المرحلة "فتحا" لعقولنا كي نفكر بأن "النصر" هو صورة لنا.

"المجتمع الأهلي" مازال يملك إيمانا بـ"قدسية" الكلمة التي يمكن أن تطير من شفتي إلى قلب مدفع فتخرسه، لكنه على ما يبدو ليس مقتنعا بقدسية "عشقي" ... بوحشية "عيني" ... أو حتى بطاقة الخصب التي ما أزال أملكها رغم اقتلاع الإناث والأوطان و ... الحرية. لذلك سأقرأ سورة الفتح كي أعيد لقاموسي رؤية الناس يدخلون في دين الله أفواجا" ... فأنا لا أرى أي أفواجا تدخل إلى مساحة الحرية التي تتركهم يغامرون .. يقاومون ... لأنهم يريدون الغد.

أتذكر "هوامش على دفتر النكسة" ... لأن نزار قباني يقبلني اليوم لتمسكي بذاتي وحريتي رغم أنني لم أعاصر ثورة غضبه ... فالموت لن أقوامه إلا بحريتي ... ومرويات التوراة لن تعيدني للوراء بل لزمن أدوس فيه على الموت بحداثتي الخاصة. أما المجتمع الأهلي كما أراه فليردد سورة الفتح كما يشاء أما أنا فعلى الموت المزروع أمامي وخلفي أبحث عن "فتح" من داخلي .. فتح خارج أروقة الأمم المتحدة .. وبعيدا عن أئمة التراث ... وأمتطي في زمن الحرب كلمات أهدتني الحياة رغم الموت: "ثوري ... إني أحبك أن تثوري ... ثوري على شرق التكايا والسبايا والبخور ...." فهل أجمل من المغامر في زمن الحرب .. وهل أحلى من عشق المقاومين والقادمين إلينا من وحي المستقبل لأن ما يحدث لا يقدم لنا سوى المستقبل حتى ولو كان حسن نصر الله بزي تراثي فهو أحيا في داخلي عشق "المغامرات غير المحسوبة" رغم أنف كل التصريحات المعاكسة.