لم تكن تجربة «القوات الدولية» في اي من مناطق النزاع المسلح في العالم ناجحة حتى الان بما في ذلك منطقة الشرق الاوسط ذلك انه ينظر دوما الى هذه القوات على انها قوات معادية او قوات احتلال ما دامت انها تختلف عن قوات الامم المتحدة ففي البوسنة والهرسك فشلت هذه القوات في توفير الحماية الآمنة للسكان المدنيين وبالتالي فإن الصرب سبق لهم ان ارتكبوا سلسلة من المجازر الدموية بحق هؤلاء السكان كما ان تجربة القوات الدولية في الصومال ما تزال ماثلة في الاذهان عندما حمل السكان السلاح لمقاومتها فاضطرت للرحيل واليوم يجري الحديث عن امكانية ارسال ونشر قوات دولية بين لبنان واسرائيل وذلك كجزء من ترتيبات الحل المقترح على هذا الصعيد ومن المؤكد ان الاقدام على امر كهذا ستكون له عواقبه الوخيمة جدا لان هناك الكثير من اللبنانيين الذين يرفضون وجود «قوات دولية» على ارضهم وتبادل البعض منهم لماذا لا ننشر مثل هذه القوات على الجانب الاخر أي اسرائيل ما دامت ان الغاية منها هي حماية «الدولة العبرية» من هجمات حزب الله؟ ويبدو ان الامر لا يتوقف عند هذا الحد فهناك في لبنان من يطالب علنا بنشر قوات دولية بين سوريا ولبنان وكأن البلدين في حالة حرب وبالتالي فإن من الضروري وجود قوات متعددة الجنسيات تفصل بين جانبي الحدود وبهذا المعنى يمكن التأكيد ان فكرة نشر القوات الدولية قد تكون مشروع فتنة بين اللبنانيين انفسهم من جهة وبين لبنان وسوريا من جهة اخرى ذلك ان العمود الفقري لاي قوات دولية سيكون من الجيش الاميركي او حلف الاطلسي وبالتالي فإن رفض وجود مثل هذه القوات نابع من هذا البعد، وبالنسبة لسوريا فإن المسألة تصبح قضية حياة أو موت لان نشر قوات دولية على طول حدودها مع لبنان مع وجود اكثر من 150 الف جندي اميركي في العراق بالقرب من الحدود السورية انما يعني تطويق دمشق إدخالها في دائرة الخنق الاستراتيجي.