"هآرتس":
ذكرت الصحف الاسرائيلية امس ان الجيش الاسرائيلي في صدد التحضير لعملية برية واسعة النطاق تشارك فيها ثلاثة ألوية هدفها القضاء على القدرة الصاروخية لـ"حزب الله" قبل نهاية الاسبوع. والتوقع في اسرائيل ان يتخذ مجلس الامن الاربعاء المقبل قرارا بوقف اطلاق النار قد يدخل حيز التنفيذ السبت. وبالامس رأت غالبية التعليقات الاسرائيلية ان المجزرة التي تسببت بها اسرائيل في قانا ستشكل "نقطة تحول" في موقف العالم من الحرب، وتوقع مراسلا صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل وآفي ياشخروف ان تكون للحادثة انعكاساتها على سير العمليات العسكرية الاسرائيلية في الجنوب، فكتبا: "بالنسبة الى الخارج، على الاقل، هناك اتفاق في الرأي بين القيادة السياسية والعسكرية في اسرائيل حيال انعكاسات القصف على قانا واستمرار الحرب على لبنان. في مكتب رئيس الحكومة ووزير الدفاع يتحدثون عن عشرة أيام او اسبوعين من اجل انهاء العمليات الهجومية. كبار الضباط في الجيش وقفوا بوضوح مع استمرار العملية. وعمليا يدرك رئيس الاركان ان الوقت المتبقي لديه اقل مما يجري الحديث عنه. يستعد الجيش لانتهاء محتمل للقتال الاربعاء او الخميس... والآن باتت اسرائيل والولايات المتحدة في ورطة، فكل منهما لا تريد وقف العمليات في لبنان في هذه المرحلة. وفي حال اتخذ مجلس الأمن قرارا بوقف فوري للنار من دون "فيتو" اميركي، فان في استطاعة اسرائيل مواصلة القتال حتى تهديدها بفرض عقوبات الامر الذي قد يستغرق اسابيع. ولكن الظروف الدولية لمواصلة الحرب قد تصبح صعبة جدا. وحده نصرالله يمكنه ان يبتسم.
والسؤال المطروح ماذا سيحاول الجيش تحقيقه حتى الاعلان عن وقف النار؟ اليوم يجري الكلام على استكمال نوع من الحزام الامني بعمق كيلومتر ونصف او كيلومترين من الاراضي اللبنانية يكون خاليا من مواقع "حزب الله". في الايام القريبة ستتسارع وتيرة تدمير المواقع. وستحاول اسرائيل الاحتفاظ بهذا الحزام ورقة مقايضة في المفاوضات على نشر قوات دولية في الجنوب تشكل حاجزا ماديا يمنع عودة الحزب في هذه المرحلة الى منطقة الحدود. ومن المحتمل في نهاية الامر ان يكون هذا هو الانجاز الملموس الوحيد الذي تستطيع الحكومة ان ترفعه في نهاية العملية. ولئلا نصل الى هذه النتيجة يطلب الجيش الاسرائيلي مزيدا من الوقت من الصعب ان يحصل عليه. وبالامس بدأت قوات اكبر بكثير مما استخدمت حتى اليوم بالتحرك داخل الاراضي اللبنانية وتحديدا في الطيبة، البلدة التي بدأ منها سقوط الحزام الامني عام 2000، وهي اليوم المركز الاساسي للخطط العسكرية. وتقع هذه البلدة على بعد كيلومترات من نهر الليطاني والقوات الموجودة فيها الى جانب القوات الموجودة غرب الطيبة من شأنها ان تشكل توسيعا للحزام الامني الموقت".