نضال حمد www.safsaf.org

ها هي بلدة قانا الجنوبية وبعد عشر سنوات من مذبحة مقر الأمم المتحدة سنة 1996 تستفيق اليوم من جديد على مجزرة همجية جديدة وفظيعة .. مذبحة مروعة تودي بحياة عشرات المدنيين الأبرياء ، عشرات الأطفال الذين احتموا من القصف الصهيوني في بنايات سكنية وليس في معسكرات حربية. احتموا فيها من القصف الصهيوني المدعوم والمسنود أمريكياً وأوروبياً.. المدعوم من قبل بعض العرب المهزومين والمستسلمين، صناع كمب ديفيد ووادي عربة شقيقات اتفاقية اوسلو.. وكذلك من أصحاب الفتاوى الأمريكية في رحاب ارض رسول الله الذي جاء بالقرآن الكريم من أجل حرية البشر وسلامهم وسعادتهم وتقدمهم، قرآن الله الذي يقول متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟..

تستفيق قانا على وقع الجريمة لتبحث بين الأنقاض عن الأحياء والشهداء ، وتنصت السمع لتتعرف على من قد يكون مازال حياً،بالرغم من بشاعة الغارات وحجم التدمير الذين أوقعته.. تستفيق قانا على الدماء ويستفيق معها العالم على صوت المعتوهة كونداليسا رايس التي قال لها العماد ميشيل عون " أعرف انك عازبة ولا زوج لك أو أطفال، ولكن هل أيضاً لا قلب لك؟ " .. تقول رايس التي كان أجدادها مستعبدون لدى أجداد جورج بوش والصهاينة الجدد انه من المبكر الحديث عن وقف إطلاق نار ، وتقوم إدارتها وحكومتها بإرسال القنابل الذكية وصواريخ الليزر إلى حكومة غبية، يصرح رئيسها بعد المجزرة بكل وقاحة : لقد حذرناهم من البقاء هناك وسوف لن يكون هناك وقف إطلاق نار بعد قصف قانا..

مثل هذه الحكومة الهمجية لن يساعدها في حربها حتى أكبر برنامج أمريكي أعد لحرب النجوم أو لحروب بوش وبقية نجوم إدارته الدموية العنصرية المتصهينة. الذي يوقفها عند حدها فقط هو رد المقاومة الموجع والمؤلم جداً. ولا يمكن ان تغير هذه الحكومة الصهيونية المنتخبة من قبل اليهود في كيانهم الدخيل بفلسطين المحتلة موقفها المتعنت سوى بتوجيه الضربات للناخبين الصهاينة الذي انتخبوا هذه الحكومة وأعطوها صلاحيات الذبح والنحر والمجازر وسياسة إحراق وتدمير أراضي وبلاد الغير.فاستطلاعات الرأي أظهرت أن أكثر من 80% من الصهاينة يؤيدون سياسة إحراق وتدمير لبنان وفلسطين.

لن تساعد أولمرت وبيريس وبيرتس وحالوتس وكل جوقة القتلة الصهاينة ترسانتهم العسكرية والحربية وتفوقهم في هذا المجال. فها هي طلائع المقاومة اللبنانية تهزمهم وتفعل بهم أفاعيلها الذكية، وتقبرهم مع قنابلهم الغبية في مزارع شبعا وبنت جبيل ومارون الرأس والطيبة. وها هم جند الله على الأرض يقومون بتلقين الصهاينة دروسا في القتال والصمود والمواجهة ورد الاعتبار لأمة عربية وصمت جيوشها بالهزائم والفرار تحت وطأة نقص الإمداد، تفوق العدو ، وغياب الدعم والتسليح والقرار. جند الله على ارض بنت جبيل ومارون الرأس والطيبة يعيدون الاعتبار للجيوش العربية التي قدمت التضحيات الجسام من أجل فلسطين ولبنان وكل القضايا العربية.. يرفعون راية المقاومة لا المساومة،لا يلتفتون لكلمات من فضل الاستمرار في سياسة الفرار إلى معسكر أمريكا وإسرائيل حيث مدرسة سلام الحملان. هام هم جند الله على ارض الجنوب يبعثون بتحياتهم لأهل فلسطين والجولان، للأسرى في معتقلاتهم، يردون على جرائم الاحتلال بإيقاع إصابات بالغة في صفوف نخبته القتالية.

أما المذابح والمجازر وقتل المدنيين وترويعهم وهي سياسة يهودية صهيونية متبعة منذ نكبة فلسطين 1948 ومستمدة من سياسة النازية الألمانية اتجاه اليهود أنفسهم، ومن سياسة الأمريكان الذين أبادوا الهنود الحمر واستعبدوا السود.. هذه سياسة الوحوش الضارية وهذا سلاح الجبناء والأغبياء والأشرار والأوباش ، سلاح الفتك بالمدنيين الأبرياء في بيوتهم ومنازلهم ومدارسهم وحتى في مقرات الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام الدولية.. انه سلاح الإجرام الصهيوني يرتكب مجزرة جديدة في قانا.. فكيف سترد المقاومة على المجزرة ؟ هي تعرف أكثر من غيرها طبيعة ومكان الرد. وهي تعرف أكثر من اولمرت كيف سيكون نوع الرد. وأين ومتى وكيف .. لكن المطلوب شعبيا رد عنيف وكبير في قلب وعمق الكيان الدخيل. أي أضعف الايمان في تل أبيب نفسها، هذا لكي يكون الرد بحجم المصاب. وابعد وابعد وابعد مما ما بعد حيفا ..وكي يعرف بوش وتعرف رايس وبلير وغيرهم من المعتوهين في زمن صهينة وأمركة العالم، أن العين بالعين والسن وبالسن والبادئ اظلم.