دون استباق النتائج لأن الحرب الحالية حتى ولو حاولنا تجاوزها هي حسب التصريحات الإسرائيلية "حرب وجود" ... وضمن إيقاع هذه الحرب التي تبدو أحيانا في الخوف وأحيانا أخرى في القلق أو التحدي لكن الاستحقاقات التي تواجه مجتمعاتنا تظهر وكأنها شكل خانق من والجهود المبذولة. لكن القراءة المتأنية تجعلنا ندرك أن دوامة التكرار هي الشكل المفاجئ لكل ما نواجهه.

ربما لا نستطيع اليوم إلقاء التهم بشكل عشوائي على الماضي ورجالته منذ بداية القرن العشرين، لكن من المستغرب أن لا نطرح الأسئلة على أنفسنا حول الآليات التي مازلنا نستخدمها.

فالتيارات السياسية اليوم التي يتجاوز عمر بعضها نصف قرن تحتاج بالفعل إلى صياغة أسئلة منهجية عن وجودها ومبرراته .. وتحتاج أيضا لفتح ملفات مستقبلها لا الغوص في تفاصيل تاريخها. فالحدث التاريخي على أهميته يبدو أنه يستغرق الحاضر والقادم. ورجالات الماضي يتعملقون في كل لحظة داخل حركاتنا السياسية والثقافية والاجتماعية.

إن ما نواجهه اليوم لا يتعلق فقط بالطبيعة الشرسة للولايات المتحدة وإسرائيل فقط .. بل الصرامة العقلية التي تواجهنا حتى من الأجيال الشابة، حيث من المفترض أن تقوم هذه الأجيال بالصراع ضد القديم. لكن يبدو أن قوانين الحياة تصاغ فوق هذه الجغرافية بطريقة جديدة. فإذا كنا أصدقاء الماضي فهذا لا يعني أن نعادي المستقبل وأن ننبش التاريخ بحثا عن حلول وقيادات تمثل المسيح المنتظر.

عندما نستطيع الدخول للزمن القادم سيصبح الماضي تراثا بالمعنى الحقيقي، وليس قيما حاضرة في كل فعل نقومه .. وعندما نقرر الدخول للمستقبل سيكون علينا صياغة الأسئلة التي طرحها رواد نهضتنا قبل قرن تقريبا وفق شكل يتناسب مع هذا الزمن .. فهل نحن قادرون على ذلك ؟!!