نضال الخضري

إنها مجرد فكرة تدفعني نحو الخيال، فإذا انتهت الحرب أيقنت أنني عارية تماما إلا من حلم يغطي نصف جسدي، بينما أبقى لامعة في وجه القدر الذي يحاول اقتناصي، فالحرب ماتزال ذاكرة ناقصة تحتاج إلى ترميم .. وأحتاج إلى وقفة خارج الفشل الأنثوي في اقتناص الحياة.

في أسابيعيّ الخاصة لم أكن أرصد المعركة ... كنت أرصد نفسي، وأفترض أن الإناث يعبثون في مساحة الحرب وهم يبحثون عن أشلاء القادم .. الغد .. أو المستقبل الذي لا أراه بصور عادية، فأنا أحلم بـ"مشهدية" مصممة خارج "الخيال" المريض لهوليود أو لاصفرار الحياة في مجتمعات تدمن اجترار الموت.

زمني الخاص .. أو زمن الإناث في انتظار "حب بعد ما بعد الحرب" ... "العشق" دون الصور الجافة لشعر عنترة بن شداد، لأن الحرب لم تكن وهما بل صرخات أحياء وعيون كانت بيننا .. فأبدو كلاهثة وراء ألوان الألفة التي تخلقها الأزمات، ثم أعرف أن المستقبل لن يكون كما يرسمه الساسة، وأن وقف إطلاق النار هو نهاية معركة في داخلي ... أما الصور الأخيرة لكوندليزا رايس فستبقى علامة على الجبين لأنها ملامح كسر الأنوثة ... أو تحطيم الذكور على صور فارغة من سياسات لا تمل الكلام.

الحرب زمن مراهقة جديد، لأنها ليست صور القتل فقط ... أو القلق والحزن وربما البكاء .. الحرب لحظة من فورة تجتاحني وتجتاح الإناث لإكمال جغرافية ناقصة فنحن من سيعوضن النقص في الذكور ... ونحن نريد العودة لمراهقة ضائعة بين التزمت والكبت وتعاويذ التراث .. فإذا اختطفنا الضجيج معلنا أن المعركة تسير فوقنا رددنا :"يا لطيف الألطاف نجنا مما نخاف" .. فنحن نخاف الفشل بينما نلعب بالحرب على طريقتنا ... ونحلم بأن عمر الأرض لا يحتمل انتظارا فحمّى الحياة هي ما يبقى عندما يسرقنا العمر نحو الهاوية.

"نرجسية" الحرب ... الرغبة في معانقة البريق لأنني لا أملك من احتضار السياسة سوى صوتي .. وربما صرخات وسط دخان كثيف ... وأبقى ساهرة كي تضاجعني شوارع بعلبك .. أو تمتعني مغامرة لن تتكرر لأن السياسة تخطف من الجميع متعة الجنس والحرب ومحاولة اختطاف المستقبل.

"نرجسية" الوجع .. أو ربما أعود لأمارس "الوجودية" لأن الحرب تقف على مؤخرة من يهوى التعقل .. أما أنا فأريد أن يكتبني العنف "مجنونة" حتى الثمالة ... وعاشقة حتى الحياة ... فما يمسح الموت الذي رمته الحرب أمامي لن يكون بـ"السكينة" ... فأنا لست من جيل "القانتات" .. "العابدات" .. "الطاهرات" ... أنا ... أنتن ... ثم أنتم جيل من يسعى لعدم السجود لـ"آدم" لأنه يريد الهدوء.....