مهما تكن طبيعة النتائج التي ستسفر عن العدوان الإسرائيلي غير المبرر على لبنان وشعبه الاعزل، فإن المحصلة ستكون بالضرورة لمصلحة المقاومة اللبنانية التي حاربت اقوى جيش في الشرق الأوسط لمدة زادت على الثلاثة اسابيع وبالتالي فان ميزان القوى لا بد ان يشهد تحولا نوعيا على ساحة الصراع وهذا «الردع المتوازن» الذي يتحقق الآن بين حزب الله وإسرائيل لا بد ان يطال المنطقة كلها لأنه ليس أمرا عاديا ان تتعرض «الدولة العبرية» لهزيمة عسكرية! فمن الناحية الاستراتيجية يقر حتى الجانب الإسرائيلي بأن إسرائيل غير قادرة على تحمل تداعيات أي هزيمة عسكرية مهما كان نوعها استنادا الى النظرية التي تقول بأن هناك في الكيان الصهيوني مؤسسة عسكرية هي التي تحكم وتقرر والحكومة هي مجرد مظلة سياسية لهذه المؤسسة، وبالتالي فعندما يواجه جنرالات إسرائيل الهزيمة العسكرية ــ كما يحدث الآن ــ فمن المؤكد ان النتائج لن تكون عادية اطلاقا، وهي قد تصل الى حد ادخال «الدولة العبرية» في مرحلة بداية النهاية ! وللتذكير فقط من الضروري اعادة الاستشهاد بما كان يردده عزرا وايزمان وزير الحرب الإسرائيلي الاسبق الذي كان يقول ان إسرائيل هي مجرد حصان صغير في المنطقة، لكنه الحصان الوحيد الذي يقف على أربعة قوائم وذلك في اشارة واضحة الى القوة العسكرية الصهيونية التي لا تُقهر ! ويضيف وايزمان هذا بأن إسرائيل لا تستطيع ان تتحمل تبعات هزيمة عسكرية كاملة لأنها ستنهار بالتأكيد، وهي قادرة على ان تصمد امام نصف أو ربع هزيمة مع وجود الدعم الاميركي.

وهذا يفسر مغزى الكلام الذي قاله شمعون بيريز نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية في الايام الاولى من الحرب عندما اعتبر المواجهة مع حزب الله بأنها مسألة حياة أو موت بالنسبة لإسرائيل. فما أراد بيريز قوله هو ان إسرائيل غير قادرة على ان تتحمل تبعات وتداعيات اي هزيمة عسكرية لأن النتائج ستكون كارثية بالنسبة لها. وعندما ينجح حزب الله في محاربة إسرائيل ولوحده لمدة تزيد على الثلاثة اسابيع فهذا معناه هزيمة عسكرية واستراتيجية لها.