هل نحن أمام مواجهة مفتوحة في منطقة الشرق الأوسط وذلك في ضوء التمرير الأميركي لاسرائيل لمواصلة عدوانها على لبنان ومقاومته الباسلة؟ أم ان ما يجري هو محاولة مكشوفة من واشنطن لفرض شروط تل أبيب على الأطراف اللبنانية والعربية بالرغم من فشل اسرائيل عسكريا في تحقيق أي أهداف أو انجازات تمكنها من تمرير ما تريد ؟ وفي الحالتين ما هي التداعيات على الوضعين الإقليمي والدولي؟ وماذا عن التأثيرات الاستراتيجية على المشهد؟ واضح ان الولايات المتحدة تتصرف على أساس ان هناك ضمنا أو تواطؤا عربيا إزاء العدوان وهذا أمر غير مسبوق في الصراع العربي الصهيوني وبالتالي فإن واشنطن تريد الاجهاز على حزب الله نهائيا وإعادة ترتيب الوضع اللبناني بشكل يريح اسرائيل جدا ويزعج سوريا والقوى الوطنية اللبنانية المتحالفة معها بطريقة استفزازية وخطيرة وصلت إلى حد ان الادارة الأميركية تحاول ان يتضمن قرار مجلس الأمن بشأن وقف اطلاق النار المطالبة بنشر قوات دولية على الحدود بين سوريا ولبنان وكأن البلدين في حالة حرب وبالتالي من أجل وضع الموقف المتفجر بين اسرائيل ولبنان في كف المساواة فيما يتعلق بالعلاقة بين سوريا ولبنان فقد كشفت الأوراق السرية للمشروع الأميركي- الفرنسي المتداول في أروقة مجلس الأمن ان هناك توافقا ضمنيا بين باريس وواشنطن على ضرورة ان يتضمن القرار الذي سيصدر لاحقا عن مجلس الأمن اشارة واضحة إلى القرار 1680 الذي يطالب سوريا بترسيم الحدود وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة مع لبنان كنوع من التهيئة للمطالبة بنشر قوات دولية متعددة الجنسيات على طول الحدود بين سوريا ولبنان فهل نحن أمام فصل جديد وخطير للغاية من خطة أو مشروع تقسيم الشرق الأوسط؟