البيان

رغم محاولات الولايات المتحدة وإسرائيل استبعاد دمشق من ساحة الصراع العسكري والحراك الدبلوماسي الدائر في لبنان وحوله، دخلت سوريا بشكل مباشر وغير مباشر في المعركة الدائرة حالياً، سواء عبر تحمل آثار العدوان واستضافة عشرات الآلاف من اللبنانيين الفارين من جحيم الحرب، أو بالتحرك الدبلوماسي غير العادي الذي تقوم به دمشق دفاعاً عن مواقف حزب الله والمقاومة.

ورغم أن دمشق تعيش أجواء الحرب في لبنان بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، إلا أن الحدث العسكري الوحيد المسجل هو تصدي المضادات الأرضية السورية لطائرة استطلاع إسرائيلية من نوع »أم .كا« في ساعة مبكرة من صباح أول من أمس (الثلاثاء) حين ترافق ظهورها مع غارات للطيران الإسرائيلي قرب الحدود السورية اللبنانية.

ويبدو أن سوريا تشعر بأن موقفها السياسي بات أقوى بفضل مقاومة حزب الله وحركة حماس، إذ قال الرئيس السوري بشار الأسد في كلمة وجهها في عيد الجيش أمس إن بلاده »أشد قوة وأمضى عزيمة في الوقوف إلى جانب شعبنا العربي الصابر والمكافح في لبنان وفلسطين والى جانب المقاومة الوطنية البطلة«.

وللمرة الأولى يتراجع الحديث عن الخيار الدبلوماسي في استعادة الجولان مقابل الخيار العسكري، إذ قال الأسد: »مع إيماننا أن الشهادة هي درب الحرية والانتصار، فإننا يجب أن نوقن أن كل جهد وكل حبة عرق يبذلان في التدريب الآن سيوفران قطرة دم حين تحين الساعة والمعركة مستمرة مادامت أرضنا محتلة ومادامت حقوقنا مستلبة، والنصر قادم بإذن الله«.

وتترافق هذه اللغة السورية الجديدة مع تحركات لتأسيس تنظيم مقاوم في الجولان السوري المحتل والذي أعلن مؤخرا عن تفجير عبوة فيه تضامناً مع حزب الله، حسب ما نقلت مصادر متابعة.

في هذه الأثناء كثفت الدبلوماسية السورية من تحركاتها في الأيام الأخيرة بهدف شرح الموقف السوري والدفاع عن المقاومة وحقها في الدفاع عن أرضها في مواجهة الاحتلال، وعدم السماح بمنح إسرائيل بالدبلوماسية ما عجزت عن تحقيقه بالحرب.