المستقبل

رأى رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع "ان مركز القرار يجب ان يكون داخل الحكومة لتتمكن من التفاوض مع المجتمع الدولي ولا حل إلا بذلك"، معتبراً "ان امكانات وقف النار قليلة". ووصف ارسال الجيش الى الجنوب بأنه "نقطة ايجابية وحكيمة لكنها ليست كافية، لأن اسرائيل وبعض الدول الغربية تريد نشر قوات دولية وفق البند السابع فيما "حزب الله" يرفض ذلك"، لافتاً الى "ان سوريا تتحين الفرص للعودة الى لبنان وهي لا تريد وقف النار ولا تثبيت سيادة الدولة على ارضها لأن عدم استقرار الوضع سيهيئ لها الطريق للعودة الى لبنان".
وقال جعجع في حديث الى محطة "سكاي نيوز"البريطانية امس، رداً على سؤال عن امكانات وقف النار: "حسب تقديري ان امكان ذلك غير كبير وحظوظ وقف النار قليلة، ذلك انه منذ بدء الحرب اعتبر فريقا الأزمة انهما يخوضان حرباً شاملة. كما ان الفارق في المواقف السياسية بينهما كبير، وما يحدث على الارض من عمليات لن يقلص هذا الفارق، ونحن موقفنا كـ "قوات"واضح، يجب ان يكون مركز القرار داخل الحكومة، إن كان تكتيكياً او استراتيجياً بمعنى ان يكون لرئيس الوزراء والحكومة الدور الاساسي في التفاوض مع المجتمع الدولي وأخذ ما يمكن أخذه في هذا المرحلة وفي ما عدا ذلك لا أرى أي حل آخر".

اضاف: "انا لا اعوّل كثيراً على الامم المتحدة"، معرباً عن اعتقاده "ان حزب الله لن يقبل بتسوية وفق مشروع القرار الفرنسي ـ الاميركي". وأشار الى "ان قرار ارسال الجيش الى الجنوب نقطة ايجابية وحكيمة من الحكومة، لكنها غير كافية بحد ذاتها كون اسرائيل وبعض الدول الغربية يريدون نشر قوات دولية فيما حزب الله لا يقبل بانتشار قوات دولية تحت البند السابع مما يعقد الامور اكثر". واعتبر انه "لن يتم ارسال الجيش الى الجنوب ما لم يكن هناك قرار سياسي من جانب حزب الله".

وعن امكان تفادي الحرب، قال: "اناقش هذه الامور فور انتهاء الحرب وليس اليوم حيث الطائرات الحربية تجوب السماء والناس خائفة وتتعرض للخطر كل يوم وكل دقيقة".

وحول دور "حزب الله"، قال: "ان اتفاقية الطائف كانت واضحة في ما يتعلق بالدفاع عن لبنان، فالدولة اللبنانية هي الوحيدة التي يجب عليها تولي مهمة الدفاع عن لبنان وليس اي طرف آخر بالرغم من جهود حزب الله وامكاناته وحسن تدريبه ولكن على الدولة اللبنانية ان تدافع عن الوطن".

وعن نزع سلاح "حزب الله"، قال: "ان للدولة فقط الحق في الدفاع عن الارض، وقد اعتمدنا الحوار والوسائل السياسية لبلوغ هذا الامر وسنستمر في مناقشة هذا الامر سياسياً".

وأكد "ان سوريا لا ترغب في لبنان مستقر، ومنذ انسحابها نتيجة الضغط الدولي في العام 2005 بقيت تتحين الفرص لايجاد الذرائع للعودة الى لبنان، واليوم مع الأسف تقوم بالشيء نفسه، فهي لا تريد وقف النار ولا تثبيت سيادة الدولة على اراضيها كونها تعتبر ان عدم استقرار الوضع سيهيئ لها طريق العودة الى لبنان".
أضاف: "لقد اصبحت الحرب وراءنا منذ العام 1990 لكن السوريين تابعوا الحرب علينا بأساليب مختلفة. ان لبنان يحتاج الى هامش واسع من السلام فلنتصرف بهدوء وروية ونتضامن مع بعضنا البعض لمواجهة الأزمة شرط ان تكون هذه المرة الاخيرة والنهائية ولا حرب بعدها"، معرباً عن اعتقاده "ان اسرائيل وحزب الله سيكملان الحرب الى ان يقول احدهما كفى". وأبدى تخوفه من "توسع النزاع ليشمل احجاماً اخرى، لا سيما إن أصبح حزب الله في خطر فتهب سوريا الى مساعدته ليس بإرسال جيوش بل ربما بقصف إسرائيل بصواريخ بعيدة المدى".
وختم: "هذا ليس تشاؤماً بل قراءة واقعية يجب أخذها في الاعتبار لمعرفة ما يتوجب معرفته".