السفير

تبنى مجلس الأمن الدولي بالاجماع فجر اليوم بعد مشاورات ماراتونية، قرارا حمل الرقم ,1701 يدعو إلى <وقف كامل لجميع العمليات الحربية بالاستناد خصوصاً إلى وقف فوري لكلّ الهجمات من جانب حزب الله، ووقف فوري لكل العمليات العسكرية الهجومية من جانب إسرائيل>، على أمل التوصل الى اتفاق على وقف دائم لإطلاق النار في مرحلة انتقالية يحكمها اتفاق نيسان العام 1996 الذي يحمي المدنيين.

وتعقد الحكومة اللبنانية اليوم جلسة تحدد خلالها موقفها من القرار، على ان تجتمع الحكومة الإسرائيلية غدا الأحد للتصويت برغم إعلانها موافقتها المبدئية، وفي الوقت الذي أكدت فيه عدم تعليق عملياتها العسكرية حتى هذا الموعد.

أنان

وافتتح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الجلسة بالقول انه <مرتاح لوقف الأعمال القتالية>، معتبرا في الوقت ذاته انه <في حال حصل ذلك فانه من الممكن التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار خلال أيام>. ودعا الى تفعيل ما تم توصل إليه في القرار، معتبرا ان <اليونيفيل> أصبحت أمام <مهمة جديدة أصعب، يجب ان تضمن عدم وجود أي فراغ بين الانسحاب الإسرائيلي وانتشار الجيش>. وفي حين طالب بالإفراج عن الأسرى وحل قضية مزارع شبعا المحتلة ضمن القرار ,1680 رأى انه <يجب ان يكون هناك حوار داخلي في لبنان واتفاق على الصعيد الإقليمي يشمل سوريا وإيران>.(تتمة المنشور ص 1)

رايس

من جهتها، قالت وزير الخارجية الاميركية كوندليسا رايس انه <بفضل عمل الأسرة الدولية تم التوصل الى قرار>، شاكرة الحكومة الفرنسية، <لكن الامتنان الأكبر يذهب الى رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت> واصفة اياهما بأنهما <قائدان ديموقراطيان خدما شعبيهما>.
ورأت رايس انه <مع تنبي هذا القرار، فان المجتمع الدولي يساعد في تمهيد الطريق لسلام دائم بين لبنان واسرائيل بهدف وضع حد للمعاناة واعمال العنف خلال الشهر الاخير> معتبرة ان <هذا القرار يحقق ثلاثة أهداف: وقف كل العمليات العسكرية والإفراج عن الجنديين الاسرائيليين الأسرى، كما يتعين على حزب الله واسرائيل ان يوقفا عملياتهما العسكرية>. واوضحت انه يجب العودة الى تفاهم نيسان الموقع في العام 1996 والذي اعتبرت انه يضمن حماية المدنيين.
ولفتت رايس الى ان <حزب الله هو أمام خيار السلام أو الحرب> موضحة ان <على الحكومة اللبنانية ان تبسط سيادتها على اراضيها، تساعدها قوات دولية <يونيفيل> معززة وبتفويض أوسع وتجهيزات أوفر>. واضافت ان <الجيش اللبناني سينتشر ليضمن عدم وجود أي جماعات مسلحة مثل حزب الله>. وتابعت ان <هذا القرار يدعو الى فتح المطار والمرافئ، ومع الانسحاب سيتم التوصل الى وقف إطلاق النار> موضحة انه <سيكون هناك قرار آخر لوقف إطلاق النار>.
وقالت رايس <نحن ندعو كل الدول، وفي شكل خاص ايران وسوريا، الى احترام سيادة الحكومة اللبنانية وارادة المجتمع الدولي> مضيفة ان <الاسرة الدولية ستفرض حظرا على وصول الأسلحة الى لبنان إلا تلك التي تحظى بموافقة الحكومة>.

بلازي

وقال وزير الخارجية الفرنسية فيليب دوست بلازي انه <بالنسبة لفرنسا كان لا بد من التوصل الى حل على المدى الطويل>، مضيفا ان فرنسا <عملت مع شركائها وخاصة رايس للتوصل الى هذا القرار وتعتبر ان نشر الجيش في الجنوب منعطفا تاريخيا في لبنان>. وأشار الى ان <الحل الآن هو في وقف الأعمال الحربية> وإيجاد حل للمسائل العالقة مثل مزارع شبعا. وقال ان ما يقدمه <مجلس الأمن اليوم يجب ان يقدمه غدا لفلسطين وان مصير المنطقة يعتمد علينا.. لا بد من الخروج من ثقافة الحقد الى ثقافة الثقة>.

وتابع ان <الامر الاساسي في مرحلة اولى هو وقف الاعمال الحربية، ولكن ايضا الاطلاق الفوري لعملية تلحظ نشر الجيش اللبناني في الجنوب بمساعدة قوة الامم المتحدة بعد تعزيزها> مشددا على ان <هذا الامر سيتزامن مع الانسحاب التدريجي للجيش الاسرائيلي الى جنوب الخط الازرق>.

واعتبر الوزير الفرنسي انه <لا بد من البدء بتسوية القضايا الحدودية وخصوصا مزارع شبعا> لافتا الى ان هذه القضية هي <في قلب النزاع>. وقال <للمرة الاولى ينص هذا القرار على عملية تحت رعاية الامين العام (للأمم المتحدة) بهدف معالجة هذه القضية>.
وحول انتشار القوة الدولية، وصف قرار مجلس الامن بزيادة عديدها من الفين الى 15 الفا بانه <تاريخي>. وقال ان فرنسا <الموجودة اصلا داخل قوة اليونيفيل ستدرس مع شركائها الاوروبيين امكان تامين دعم إضافي لهذه القوة>.

حمد

وقال وزير الخارجية القطرية حمد بن جاسم بن جبر ال ثاني <كان من الأحرى بمجلس الأمن إصدار قرار فوري لوقف إطلاق النار منذ اليوم الأول لاندلاع الصراع من اجل حقن دماء الأبرياء ومن ثم معالجة المسائل الأخرى في وقت آخر، غير أن هذه القناعة لا تعني أننا راضون بالضرورة عن إصدار قرار ينقصه التوازن ولا يأخذ في الاعتبار العوامل الجيوسياسية والتاريخية والاجتماعية المعقدة التي تراكمت في تلك المنطقة>.

وأضاف الشيخ حمد ان <مشروع القرار لم يأخذ مصالح لبنان واستقراره وسلامته الإقليمية، ولا زالت لدينا تحفظات وملاحظات على هذا القرار، إذ انه لم يتطرق بشكل واضح وصريح للدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي على المدنيين الأبرياء والبنية التحتية اللبنانية، كما لم يتعرض بوضوح إلى المسؤولية القانونية على هذا الدمار، ولم يعالج مسالة الأسرى والمختطفين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية بشكل متوازن، حيث أن تبادل الأسرى والمحتجزين هو الوسيلة الواقعية والموضوعية لتسوية هذا الموضوع>.
وتابع الشيخ حمد <بالرغم من ذلك قبلنا القرار بصيغته الحالية من اجل حقن الدماء، وتجنيب لبنان والمنطقة ويلات الدمار. ان فهمنا انه بمجرد صدور هذا القرار فهو يلزم الطرفين بوقف الأعمال العسكرية وانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بشكل فوري، وان أي خروقات خلال الفترة الواقعة بين وقف الأعمال القتالية وتحقيق الانسحاب والتوصل إلى وقف إطلاق النار سوف تحكمها تفاهمات نيسان لعام ,1996 والى فتح المطارات والموانئ اللبنانية وعودة النازحين إلى ديارهم فور صدور هذا القرار>.

إسرائيل

وفي اسرائيل، أعلنت الإذاعة العامة ان رئيس الوزراء ايهود اولمرت سيطلب غدا الأحد من حكومته الموافقة على القرار اثر التعديلات التي أجريت في آخر لحظة على صياغته ما أتاح اخذ بعض مطالب اسرائيل في الاعتبار.
وقبيل التصويت في مجلس الأمن، اتصل اولمرت بالرئيس الأميركي جورج بوش للمرة الاولى منذ بدء الحرب وشكره <على مساعدته على إبقاء مصالح اسرائيل في مجلس الأمن>. وكان اولمرت تحدث مع رايس بعدما اعتبر ان مسودة القرار <لها معنى ايجابيا وقد تؤدي الى إنهاء الحرب>.

القوة الدولية

الى ذلك، أعلنت مسؤولة في وزارة الخارجية الاميركية انه من المقرر ان تجتمع الدول التي يتوقع ان تشارك في القوة الدولية اليوم في مقر الأمم المتحدة. وأضافت ان واشنطن وباريس <أثارتا إمكانية> ان تكون القوة الدولية بقيادة فرنسا. وقالت <سنعمل على الحصول على قرار بنشر هذه القوات بأسرع ما يمكن>، وان مسألة الدولة التي تقود هذه القوات سيتم حسمها <سريعا جدا>.
وقالت مصادر دبلوماسية لبنانية في نيويورك ان لا صعوبة في تجميع ال15 ألف جندي من <اليونيفيل>، وان هناك قوة فرنسية جاهزة للتحرك وبعض الدول الإسلامية أعطت موافقتها مثل تركيا وماليزيا واندونيسيا، فيما لم يأت جواب من دول عديدة أبرزها اسبانيا وايطاليا. وقدرت المصادر ان هناك حاجة الى أسبوعين أو ثلاثة للانتهاء من تأليف القوة وان عودة النازحين ستكون ممكنة بعد أسبوع على أبعد تقدير.