"هآرتس"

عكست الصحف الاسرائيلية الصادرة امس الجدل الكبير الذي يثيره الاقتراح الفرنسي - الأميركي لوقف الاعمال الحربية بين اسرائيل و"حزب الله".

فلقد سارعت هيئة اركان الجيش الاسرائيلي الى اعلانها معارضتها الشديدة للقرار لأنها تتخوف وفقاً لصحيفة "هآرتس" من ان يعتبر الفلسطينيون والسوريون والايرانيون انهاء القتال في المرحلة الحالية علامة على ضعف اسرائيل "لأنها غير قادرة على التضحية بما هو مطلوب منها من اجل التوصل الى الحسم". اما وزراء الحكومة الاسرائيلية فرغم تصويتهم لتوسيع العملية البرية قبل يومين، كانت غالبيتهم، وفقاً لما نشره زئيف شيف أمس، مع قرار وقف اطلاق النار ومع تسوية سياسية ملائمة لإسرائيل. ويبدو جلياً لدى متابعة ردود الفعل المختلفة لشخصيات سياسية وصحافيين ان المشكلة الاساسية في اتخاذ مجلس الامن قراراً بوقف اطلاق النار هي الوضع الميداني للمواجهات الدائرة منذ اربعة اشهر، والتي يجمع كثيرون من الاسرائيليين على ان الجيش الاسرائيلي لم يحسمها لمصلحته، وانتهت حتى الآن الى التعادل بين الطرفين. وفي الوقت الذي صبّت غالبية الصحف انتقاداتها العنيفة على اولمرت وعلى اخفاقاته العديدة منذ بدء المعارك، تولى المعلق في "هآرتس" عوزي بنزيمان الدفاع عنه قائلاً: "الحل السياسي رغم قيوده أفضل من توسيع الحرب. العملية العسكرية الجديدة لن تغيّر نتائج المواجهة المسلحة التي ستسجل في ذاكرة اسرائيل وفي ذاكرة اعدائها".

ووجّه المعلق في الصحيفة آرييه شافيت انتقاداً قاسياً الى اولمرت مطالباً اياه بالرحيل، وكتب: "(...) لم يبق هناك خطأ لم يرتكبه اولمرت في الشهر الاخير. فلقد ذهب الى الحرب في صورة متسرعة من دون تقدير صحيح لنتائجها، وسار وراء القيادة العسكرية دون ان يطرح عليها الاسئلة المطلوبة، وراهن في صورة خاطئة على القصف الجوي وتأخر في صورة مدهشة في اتخاذ القرار بالعملية البرية، كما لم يقم بتنفيذ الخطة العسكرية الاساسية للجيش التي كانت أكثر جرأة واحكاماً من تلك التي نفذت. وبعدما بدأ الحرب بتسرّع، أدارها بتردد وبعدم تركيز وضعف. اهمل الجبهة الخلفية وسكان الشمال، وفشل فشلاً ذريعاً حتى في ادارة المعركة السياسية".

في افتتاحيتها رأت صحيفة "هآرتس" ان "المجتمع الدولي سيتوصل خلال الساعات الثماني والاربعين المقبلة الى قرارات قابلة للتنفيذ لن تبقى مجرد ورقة للنيات الحسنة من دون قيمة. واضافت: "اذا بقي "حزب الله" في جنوب لبنان مع سلاحه وصواريخه ومسلّحيه المتخندقين، فلا يمكن أي وقف لاطلاق النار ان يصمد. لا مجال اليوم للعودة الى ميزان الردع السابق بين اسرائيل و"حزب الله". وعلينا ان نحرص على ان تدرك ايران ما يأتي: القوات التي ارسلتها لمهاجمة اسرائيل لن تقوم بالمهمة. القضاء على قوة "حزب الله" كفصيل لإيران على حدود اسرائيل لا يشكل مصلحة عليا لإسرائيل فقط وانما لكل العالم الحر في مواجهة الاسلام المتشدد".