صالح النعامي

سخر سياسي إسرائيلي بارز من الرئيس الأمريكي جورج بوش معتبراً أن زعامته للعالم " زعامة خاوية ". وقال يوسي ساريد رئيس حركة " ميريتس "، ووزير التعليم الإسرائيلي الأسبق في مقال نشرته صحيفة معاريف الجمعة الماضي " في كل مرة أسمع فيها مصطلح "الأسرة الدولية" وعن الامم المتحدة ومجلس أمنها، أستبدل بكائي بضحك مرير. فليست هناك أسرة من دون قيادة ولا مجلس أمن من دون طرف يحدد القرار فيه. الطرف الذي كان من المفترض به أن يلعب هذا الدور القيادي، أي الولايات المتحدة، هو قيادة خاوية غير حقيقية ". ويضيف ساريد " لقد سقطت على العالم وعلى كل من فيه مصيبة فادحة عندما انتخب جورج بوش رئيسا للولايات المتحدة. العالم كبير كما نعرف، وهو كبير فعلا على جورج بوش، فليس هو الشخص الذي يمكنه أن يخفف آلامه وأوجاعه. هذا شخص منذ أن "وُلد من جديد" وفُتحت عيونه كعيون الطفل الرضيع، وهو يرى العالم بصورة سطحية. وفقا لتقاليد المسيحي الاصولي الممزوجة بتقاليد الكاوبوي القادم من تكساس "، على حد تعبيره.

وواصل ساريد سخريته من بوش قائلاً " يقوم بوش بتقسيم العالم الى أخيار وأشرار والى أبناء النور ضد أبناء الظلام. وتقسيمه هذا قاطع وحاد من دون تزويق أو تلوين. خسارة أن الرئيس الامريكي ورث الارض من دون أن يرث السماء التي تنقسم بوضوح بين الجنة وجهنم، من دون ان يتلامس ملكوت الخلاص بملكوت الشر ". ووجه ساريد حديثه لدوائر صنع القرار في إسرائيل قائلاً " في اسرائيل فقط ما زالوا ينفعلون ويعجبون من الرئيس بوش وبطانته الكونداليسية. ربما يوجد لديهم استعداد هناك في واشنطن لانقاذ اسرائيل من أيدي أعدائها، وليس لديهم استعداد لانقاذها من أيدي صديقتها الكبرى ومن نفسها ".

وواصل ساريد نقده اللاذع لسياسة بوش قائلاً " الولايات المتحدة بزعامة بوش دمرت بكلتا يديها قدرتها الردعية وقدرة العالم الحر، ومن خلال ذلك ايضا القدرة الردعية الاسرائيلية. ولسان دول العالم يقول " اذا لم يكن الشيطان الامريكي الذي سيطر على العراق مخيفا كما كانوا يتصورون، وقابلا للارهاق والاستنزاف، فلا سبب اذا للخوف من المارد الاسرائيلي ".

واعرب ساريد عن شوقه للأيام التي كان فيها العالم منقسم الى معسكرين، معتبراً أن اسرائيل سقطت ضحية لسيطرة القطب الواحد. وقال " من كان يصدق: احيانا أن يشتاق الانسان الطبيعي الى عالم المعسكرين الذي كان سائدا قبل سقوط الأسوار بين الشرق والغرب. صحيح أن مصير الانسانية كان في تلك الايام قائما على كبح "توازن الرعب"، وفي كل توازن يفرض القيام بخطوات محسوبة جيدا. وما أن زال خطر الحرب الباردة حتى زال معها ذلك التوازن، ولم تعد الزعامة الامريكية العظيمة والمقتدرة بقادرة بكل بساطة. العالم يسخن ويخرج عن نطاق السيطرة. والضحايا الدوريون في هذا العالم المنفلت من عقاله هم نحن الإسرائيليون "