ايلاف ، بهية مارديني

قالت المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية ان صحافيا سوريا يرأس تحرير مجلة يملكها ابن وزير الدفاع السوري الحالي تعرض لاعتداء من قبل ثلاثة شبان، يرتدون زيا خليجيا ويركبون سيارة ذات لوحة سعودية، واضافت المنظمة في بيان تلقت " إيلاف " نسخة منه ان هؤلاء الشبان قاموا بضرب الكاتب السوري ايمن الدقر رئيس تحرير مجلة (أبيض وأسود) الأسبوعية السياسية "صاحبها بلال التركماني ابن وزير الدفاع الحالي حسن التركماني " بآلة حديدية تستخدم عادة في إصلاح عجلات السيارة في الساعة الواحدة والنصف من بعد منتصف الليل يوم الخميس الماضي . واعتقدت المنظمة ان الحادث له علاقة بمقالة كان الدقر قد كتبها مؤخراً بعنوان " من هم بلا كرامة " هاجم فيها السعودية على خلفية المواقف الاخيرة من الاعتداء الاسرائيلي على لبنان .

وطالب الدكتور عمار قربي رئيس المنظمة الوطنية السلطات السورية بالتحقيق في الحادث وعدم التستر على الفاعلين ، معتبرا ان هذه الحادثة قضية رأي عام وليست قضية شخصية ، مشددا على وجوب حل أي اختلاف في وجهات النظر او تباين في المواقف بالكلمة وليس بالعنف.

من جهته اكد الكاتب ايمن الدقر لـ" إيلاف " صحة تعرضه للضرب وقال ان سيارة لوحتها سعودية طاردته ليلاً بعد خروجه من احد فنادق العاصمة السورية عائداً الى بيته، وبعد ان تأكد ان السيارة تتبعه قام بالترجل من اجل ان يستوضح القصة معتقدا ان هناك خطأ، وتابع الدقر " فعرفتهم من انا فقالوا لي نحن نعرفك ونعرف من انت مما جعل الامر مقصوداً، ثم قاموا بضربي بآلة حديدية ولكني لم اسلمهم نفسي واستطعت ان ابتعد عنهم علما اني صورت لوحة السيارة، واضاف الدقر "وفي اليوم التالي ذهبت الى قيادة شرطة دمشق وقدمت شكوى بما حصل لي وبعدها قدمت شكوى لدى المحامي العام الاول في دمشق وانا بانتظار معرفة الجناة بعد ان اعطيت المسؤولين صورة عن لوحة السيارة ".

هذا وكانت مجلة ابيض واسود التي يرأس تحريرها ايمن الدقر قد هاجمت في اكثر من مقال السياسة السعودية ومواقفها من حزب الله والمقاومة ، كما نشرت كاريكاتيران لاذعين ضد السعودية اضافة الى افتتاحية العدد التي كتبها الدقر نفسه بعنوان " من هم بلا كرامة " قال فيها " ان الحل الذي ابتكرته الولايات المتحدة وإسرائيل، بدأ من اغتيال الحريري، ثم خروج الجيش السوري، ثم العدوان على لبنان واستهداف بناه التحتية، بهدف إنهاك قواه، وإعادة إعماره مجدداً، من قبل الولايات المتحدة الأميركية، وإيجاد مبرر للتواجد الأميركي والإسرائيلي فيه، فتكون سوريا قد حوصرت من جميع الجهات العربية المحيطة بها، (الأردن والعراق) ثم (لبنان) الذي سينضم مستقبلاً إلى جوقة المرحبين بالشرق الأوسط الكبير (حسب وجهة النظر الأميركية الإسرائيلية) ".

وانتقل بعدها ليغمز من قناة السعودية قائلاً " الحقيقة أن العرب لم يستغربوا مواقف بعض الحكام، خاصة أولئك الذين مازالوا ينادون بالحلول السلمية، فهم لا يعرفون الاستعمار، لأنهم ولدوا تحت نيره، والاستعمار بالنسبة لهم حالة نشأوا عليها، فهو من وطد العروش تحتهم، وهو الذي ما زال قائماً حتى هذه اللحظة في بلادهم، وتحت عدة أسماء ومسميات (مستشارين – جيش صديق – خبراء - شركاء – الخ...) وهم يرون في الاستعمار الأمان والطمأنينة على مواقعهم القيادية وأملاكهم الشخصية، وهم يهرولون بأي اتجاه يطلب إليهم الهرولة إليه، بل يتسابقون ركضاً إن اضطر الأمر، فما معنى (مثلاً) أن يصرح أحدهم أن المقاومة الوطنية اللبنانية تقوم بمغامرة!! وما معنى أن يصرح آخر بأن المقاومة لم تستشر أحداً (ومتى كانت المقاومة الوطنية في كل دول العالم تستشير أحداً بعملياتها؟) هؤلاء لا يدركون معنى المقاومة، يجدون فيها حالة لا تستطيع عقولهم إدراكها، وإن درساً واحداً لقنته الولايات المتحدة لهم (اغتيال الملك فيصل) يجعلهم يغسلون أدمغتهم، ويبيعون المروءة، ويقرأون الفاتحة على الشرف العربي، ويدفنونه في مقابر التاريخ، ويتقبلون العزاء في مواخير الدولة الصديقة .

لقد كان الحل السياسي مطلباً عربياً وعالمياً، إذ لا يوجد كائن عاقل محب للحرب، وإن أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية لم يطالبوا إلا بحق أريد هدره، والعالم يردد ويطالب بالحل السلمي والحوار الذي أثبت فشله طوال السنين الماضية، لأنه صمم على القياس الإسرائيلي، وأمام الشرفاء الآن حلان لا ثالث لهما، المقاومة أو السلام، ولطالما الحل الثاني أثبت فشله، ونعاه أمين الجامعة العربية، فالخيار الطبيعي الآن العودة إلى الحل الأول.. المقاومة، لإعلان وفاة مشروع الشرق الأوسط الكبير، وليندب حكام النفط . "