فرصة للسلام في لبنان... وحذار من "القنابل السائلة"

ًقرار وقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية - اللبنانية، وأصداء الكشف في بريطانيا عن مؤامرة تفجير الطائرات بالقنابل السائلة، ودروس من توقف العمل في بعض أنابيب النفط بألاسكا، وقرار جوزيف ليبرمان بالترشح مستقلاً في انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية كونتيكيت... موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية موجزة عن الصحافة الأميركية.

فرصة للسلام في لبنان

بهذه العبارة، عنونت "لوس أنجلوس تايمز" افتتاحيتها يوم أمس الأحد، مستنتجة أن قرار مجلس الأمن القاضي بوقف إطلاق النار في الحرب الإسرائيلية- اللبنانية جاء متأخراً جداً، لا سيما بعد أن أودت الحرب خلال شهر كامل بأرواح المئات. وحسب الصحيفة، يرى الرئيس بوش أن السبب الرئيسي في هذه الحرب غير المتوقعة هو أن "حزب الله" يقيم دولته داخل لبنان. وإذا كان اللبنانيون والإسرائيليون المستفيدين من إنهاء الحرب، فإن أميركا أيضاً قد تستفيد من وقف إطلاق النار، ذلك لأن التعاطف الذي يحظى به "حزب الله" داخل العراق في تزايد، ما يعني أن استمرار الحرب على لبنان سيلحق الضرر بالولايات المتحدة داخل العراق، وسيعقد علاقاتها مع الدول العربية. وبعيداً عن حملة الرئيس بوش على الإرهاب، فإن حرباً ممتدة محتملة في الشرق الأوسط تدخل فيها سوريا وإيران، سيعقد موقف واشنطن في معركتها ضد الإرهاب، ما يعني أن الوصول إلى سلام في المنطقة يحقق مصالح الولايات المتحدة.

"تهديد القنابل السائلة":

هكذا عنونت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها يوم أول من أمس السبت، مشيرة إلى أن الأمر الأكثر إثارة للفزع في الكشف عن مؤامرة تفجير الطائرات البريطانية المتجهة إلى الولايات المتحدة، والتي حاول خلالها إرهابيون استخدام قنابل سائلة لتفجير الطائرات، هو أن كلاً من الحكومة وقطاع الطيران المدني في الولايات المتحدة يدركان خلال السنوات الماضية خطر هذا النوع من القنابل، لكنهما لم يستعدا لمواجهته بالصورة الكافية. وحسب الصحيفة، فإنه لسوء الحظ ليس بمقدور أنظمة تأمين الطائرات الكشف عن هذه القنابل، ذلك لأن أجهزة الكشف عن المعادن وأجهزة المسح التي تستخدم فيها أشعة X، لا تستطيع التعرف على القنابل السائلة، ولم يقم المسؤولون عن تأمين الطائرات بتطوير ما يكفي من تقنيات لرصد هذا النوع من المتفجرات. وما يبقي على القلق أنه بعد المليارات التي أنفقت على تأمين الرحلات الجوية لا تزال الفجوة أو الثغرة الأمنية المتمثلة في حظر القنابل السائلة قائمة. الصحيفة تساءلت ما إذا كانت إدارة أمن المواصلات الأميركية حاولت سد هذه الثغرة، فهذه الإدارة فرضت حظراً على حمل السوائل في الحقائب التي يصطحبها المسافرون على متن الطائرات بما في ذلك المشروبات ومعاجين الأسنان والشامبو وغيرها باستثناء الأدوية وأدوات رعاية الأطفال، التي من المفترض فحصها. صحيح أن بعض المسافرين سيشكون مما يرونه مضايقات يتعرضون لها جراء عملية التفتيش أو بسبب منعهم من حمل هواتفهم النقالة أو "إي بود" أو الكمبيوتر المحمول، لكن تفتيش المسافرين وجعلهم يحملون أقل عدد من الأغراض على متن الطائرات ربما تكون الطريقة الأرخص والأكثر ضماناً لأمن الطائرات.

من جانبها نشرت "لوس أنجلوس تايمز"، يوم الجمعة الماضي افتتاحية، رأت خلالها أن إرهابيين إسلاميين طوروا قبل عشر سنوات خطة مماثلة لتلك التي أحبطتها السلطات البريطانية يوم الخميس الفائت. وهي العملية التي تؤكد على أنه لا يوجد سلاح لمواجهة الإرهاب أفضل من الاستخبارات الجيدة.

دروس من "نفط ألاسكا":

خصصت "كريستيان ساينس مونيتور" افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي للتعليق على إغلاق نصف أنابيب النفط الأميركية في منطقة ألاسكا. الصحيفة استنتجت أن أهم درس يمكن استيعابه من هذه العملية هو أن التعقيدات المصاحبة لتأمين الحصول على مصادر الطاقة تجعل من تكلفة إنتاج الطاقة غير متوقعة. ومن ناحية أخرى، فإن إهمال الأضرار التي لحقت بأنابيب النفط التي يتكون منها خط أنابيب "خليج برودو" وهو الخط التابع لشركة

British Petrolium أجبر الشركة على اغلاق 16 من إجمالي 22 خطا لنقل نفط ألاسكا، ولم لا فالخط لم يتم فحصه منذ عام 1992، علماً بأن خطوط الأنابيب التي تم تشغيلها عام 1977 مصممة كي تعمل لمدة 25 عاماً فقط.

وحسب الصحيفة، فإن اغلاق هذه الخطوط يعني تراجع إنتاج الولايات المتحدة من النفط خلال الشهور المقبلة بما نسبته 8%، مما يشكل ضغوطاً قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار البنزين خاصة في غرب الولايات المتحدة. المشكلة تكمن في أن أسعار النفط المنخفضة خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات أدى إلى إهمال التجهيزات النفطية وأسفر عن تراجع عمليات التنقيب عن حقول جديدة للنفط، أما الآن، وبعد أن وصل سعر البرميل إلى 80 دولارا بزيادة قدرها 25% مقارنة بأسعار العام الماضي، وهي زيادة تقود بالأساس إلى الاضطرابات الحاصلة في نيجيريا، أصبحت الحاجة ماسة إلى مزيد من عمليات التنقيب، خاصة وأن الافتقار إلى مصادر نفطية جديدة أجبر الولايات المتحدة على إغلاق جزء من احتياطاتها النفطية الاستراتيجية كي تعوض فقدانها للنفط الخام المستخرج من منطقة ألاسكا.

"خيار ليبرمان":

تحت هذا العنوان، وفي افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، رأت "واشنطن بوست" أن جوزيف ليبرمان عضو مجلس الشيوخ المخضرم عن ولاية كونتيكيت، اتخذ قراراً بأن يترشح مستقلاً في انتخابات الكونجرس المقرر إجراؤها في نوفمبر المقبل، وذلك لكونه لم يحظ بترشيح الحزب "الديمقراطي" لشغل مقعد الولاية في المجلس. الصحيفة ترى أن قرار "ليبرمان" مثير للجدل، لكنه قرار صحيح، قادة الحزب "الديمقراطي" قرروا ترشيح "نيد لامونت" لدخول الانتخابات مرشحاً عن الولاية، لكن هذا الرجل حديث العهد بالسياسة سيكون منافساً ضعيفاً في هذه الانتخابات، وحاله يشبه إلى حد كبير حال المرشح "الجمهوري" لخوض انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية كونتيكيت، علماً بأن حاكم الولاية وهو "جمهوري" طالب "سيلزنجر" بالانسحاب من هذه الانتخابات. ومن ثم يجب أن يساور قادة الحزب "الديمقراطي" القلق من أن أصوات الناخبين في الولاية سيتم تشتيتها بين "لامونت" و"ليبرمان" مما يمهد الطريق أمام فوز المرشح الجمهوري "سليزنجر". الصحيفة أفصحت عن تأييدها لـ"ليبرمان" كون فوزه بمقعد الولاية سيكون أفضل لسكانها، فضلاً عن أن هذا الرجل من أبرز المعارضين للحرب على العراق. "ليبرمان" هو رابع عضو مخضرم في مجلس "الشيوخ" لا يحظى بترشيح الحزب له خلال الخمسة والعشرين عاماً الماضية.