(27 آب 2006)- أكد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "أن لا جولة ثانية من الحرب مع إسرائيل وأن كلام تيري رود لارسن يخدم الإسرائيلي في الدرجة الأولى".

وقال في مقابلة مع "تلفزيون الجديد" مساء أمس "لا أعلم إذا كان الإسرائيليون قد طلبوا منه (رود لارسن) أن يأتي ليخوّف اللبنانيين، فهناك محاولة لفرض مطالب إسرائيلية جديدة على سبيل المثال: نشر اليونيفيل في المطار والموانئ وعلى الحدود الشمالية، وقد هوّلوا بجولة ثانية لكي يخضع لبنان لهذه الشروط. ولو كان لدى الإسرائيلي نية جديدة بجولة ثانية لوجب عليه أن يعزز مواقعه ووجوده في النقاط المتمركز فيها حالياً لا أن يسحبها، ثم هناك عودة النازحين لديهم وقد بدأوا بإعادة إعمار الشمال، والذي يتعاطى بهذه الطريقة لا يبدو أنه ذاهب إلى حرب، لسنا متوجهين الى جولة ثانية".

أضاف نصر الله إن"الحرب المفتوحة توقفت في الرابع عشر من آب ولكن إسرائيل استمرت باستفزازنا حتى نستدرج الى مواجهة وإذا رددنا على الاستفزاز نكون قد خرقنا القرار الدولي 1701 وهذا قد يفتح النقاش على قرار ثان يسعى إليه بوش، له علاقة بنزع سلاح المقاومة، نحن ضبطنا أنفسنا ولم نستدرج ولاسيما أن القرار 1701 يعطي لإسرائيل حق الدفاع عن النفس، وهذا ما تحفظنا عليه".

وأعلن أنه"ما دام هناك احتلال فنحن لدينا الحق في المقاومة واذا كنا صبرنا حتّى الآن فهذا ليس معناه أننا سنصبر على طول الخط، نحن نحتفظ بهذا الحق ويمكن أن نمارسه في أي وقت وبالتالي أنا لا أعطي أي تطمينات لأي أحد".
وعن تحرك الحزب ميدانياً مع انتشار الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل قال "إذا انتشرت اليونيفل والجيش اللبناني فمن المفترض أن لا يبقى إسرائيليون وبالتالي فلا مبرر لأن أعمل عملية حيث لا إسرائيلي لأقاتله هناك وأي نقطة يبقى فيها الإسرائيليون فمن حقنا أن نقاتلهم فيها. أما عن علاقتنا
بالجيش فهو سيلقى منا كل تسهيل وكل دعم ومساندة وأي شيء يمكن أن يحرج الجيش لن نفعله، المقاومة ستكون مؤازرة للجيش وداعمة له ولا مشكلة أيضاً مع اليونيفل ما دامت مهمتها ليست نزع سلاح المقاومة".

وأشار إلى "أن الإسرائيليين كذّابون من الدرجة الأولى، فهم يقولون إنهم لن يسمحوا لحزب الله بالعودة الى الجنوب ولكن هل نحن خرجنا من الجنوب كي يسمحوا لنا بالعودة؟ نحن لم نخرج حتى نعود الى جنوب النهر. لكن بالتأكيد لن يكون هناك مظاهر مسلحة لحزب الله في الجنوب سواء بالاستنفار أو عند تشييع الشهداء، هذه سياستنا أننا نتجنب المظاهر المسلحة وإذا لاحظ الجيش اللبناني غداً أي مسلح فمن حقه الطبيعي أن يصادر سلاحه".

وعن وضع مزارع شبعا قال "إن أي أرض تقول عنها الدولة اللبنانية إنها لبنانية وتبقى تحت الاحتلال فإنّ من واجب ومسؤولية المقاومة أن تقاتل لتحريرها، وعلى طاولة الحوار كنت أقول إذا أردتم فعلاً تحرير مزارع شبعا فلنتعاون على هذا الموضوع. أمّا إذا أردتم التخلص من ملف مزارع شبعا لتتخلصوا منا ومن سلاحنا أي إن القصة ليست وطنية بل هي للتخلص منا، فعندكم طريق ثان غير الأمم المحتدة وتحميل سوريا مسؤولية التوقيع، فلتجتمع الحكومة اللبنانية وتعلن أن مزارع شبعا ليست لبنانية، وهذا ما لا تستطيع الحكومة فعله أو التلاعب به " موضحاً "أن كيفية ممارسة المقاومة مهماتها الدفاعية عن هذه الأرض المحتلة هي حق تحتفظ به المقاومة لنفسها وليس مفروضاً علينا تقديم تطمينات أو حتى تهويل".

وأكد"أن حزب الله ليس حاضراً لا الآن ولا في المستقبل لأن يقدم التزامات لأحد. وأن كل من يقول إن سبب هذه الحرب هما الأسيران هو مخطىء، فكل المعطيات التي جرى التوصل اليها تفيد أن قرار الحرب كان متخذاً ونحن فاجأنا الإسرائيلي في التوقيت، هو وقع في الفخ وليس نحن".
وأكد نصر الله «أن قادة الحزب لم يتوقعوا ولو واحداً في المئة أن تؤدي عملية الأسر الى حرب بهذه السعة وبهذا الحجم لأنه طوال تاريخ الحروب لم يحصل هذا". وقال "لو علمت أن عملية الأسر كانت ستقود الى هذه النتيجة لما قمنا بها قطعاً". وأكد أنه خلال فترة وجيزة بدأت الاتصالات للتفاوض حول التبادل مشيراً إلى أن إيطاليا تحاول الدخول في الموضوع والأمم المتحدة مهتمة والتفاوض يجري عبر الرئيس نبيه بري.

وعن زيارة الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الى بيروت قال نصر الله "لا مشكلة لدي بلقائه وهناك بعض الاتصالات للتحضير للقاء بيننا لكن الإشكال الوحيد هو أمني".
وعن الخسائر التي تكبدها الحزب قال "القادة المعروفون من الحزب بألف خير كذلك الكادر السياسي التنفيذي التنظيمي والإعلامي والقادة الأمنيون، مشيراً الى «أنه حتى الآن لم يجر إحصاء لعدد الشهداء المجاهدين».

وأعلن السيد نصر الله عدم مشاركته في الحوار في المدى المنظور وذلك حفاظاً على سلامة وأرواح المتحاورين.
وشدّد نصر الله على ضرورة قيام حكومة اتحاد وطني وإشراك “التيار الوطني الحر “فيها مؤكداً أنه لم يعد جائزاً تهميش المسيحيين .

وعن العلاقة بين الدولة والحزب بالنسبة إلى الإعمار، أشار نصر الله إلى أن الحزب التزم إيواء الذين دمرت منازلهم وإعادة بناء الوحدات السكنية، أمّا البنى التحتية فهي من مسؤولية الحكومة. وأوضح أنه إذا أرادت الحكومة أن تبني بنفسها الوحدات السكنية فنحن لانمانع، وإذا أرادت إعمار جزء منها ونحن جزء أيضاً فنحن مستعدون.