أحاول إيجاد مجموعة من الحروف خارج "إطار الشرف"، لأن ما حدث لـ"زهرة عزو" غسل بالفعل "صورة أنثوية"، وقدم تبرئة لإناث الأرض منذ أسطورة حواء وحتى لحظة اللون القرمزي الذي مسح الماضي وهو ينتشر من جسد زهرة نحو الوطن.

لا أرى ما حدث جريمة شرف ... لا أفهمه على منطق ردة الفعل التي يمارسها الجميع بنفس الطريقة رغم ادعائنا بـ"التنوع الثقافي".. فما حدث سار في داخلي معاكسا الدورة الدموية، فأتذكر "شفرة دافنشي" وأعرف أننا ذكورا وإناثا حاولنا ركوب الجهل حتى لا يتعبنا التفكير بالحياة، فامتطينا الجنس على شكالة "قبيلة طي".. تلبسنا الكرم الجنسي والجريمة الجنسية ... ودفعنا الكرم على سفح "القراءات" حول "الحرمة" و "الحرام".. بينما ترفعت النخب عن الدخول في متاهات رؤية الحياة بتفاصيلها، فهمّها السياسي أكبر!

وكانت "زهرة" الصورة التي يمكن أن ترافق أي "ذكر" يحاول فهم نفسه" أو حتى أي أنثى متعالية عن الدخول في لون الرؤية المسبقة لنفسها، فعندما يختلط الدم مع عنفوان الحياة فلابد من إعادة كتابة أنفسنا، والرجوع إلى الصور القديمة أو حتى ابتداع صور قادمة يمكنها أن تدفعنا إلى التفكير بانفسنا .. فـ"زهرة" ذاكرة مستمرة ..متنقلة .. معلقة على صفحة الوطن كنموذج لاستباحة أنفسنا قبل أن نفكر بأننا نملك ذات يمكن تميزها بيولوجيا.

وفي اللحظة التي يكتب القانون ما حدث "جريمة شرف" أفكر تكسير الفعل الثلاثي الذي يحمل "تشريفي"، لأننا لا نملك ما نستطيع المباهاة به باستثناء "أسطورة البكارة" التي تحولت إلى "قيمة مضافة" في عصر الحداثة يدفعها الإناث، لكن الذكور أيضا محرومون من رؤية جوانب أخرى من هذه الأسطورة.

"زهرة" كانت "فتاة الصدفة" التي سبقت الثواني باتجاه الحد الأقصى لعنف الحياة .. فهي أشبه بأدب ناقص أو لوحة قاتمة لا يستطيع أحد أن يرسمها، لأن زهرة غادرت قبل أن تترك لنا ألوان كاملة نستطيع عبرها ممارسة مواهبنا في تجريم القاتل .. أو كتبة قناعاتنا ثم العودة إلى ممارسة الحياة!!

و "زهرة" تعيد مشكلة جرائم الشرف نحو "الفراغ الاجتماعي".. فعندما لا يستطيع أحد رغم الزمن والمشاورات والحوار التعالي عما حدث في الماضي فإننا نعيش بالفعل زمنا أجوف!!
في النهاية ستبقى الصورة معلقة برسم "الوصف" لأننا ما حدث "ليس جريمة شرف" ... هو انقطاع حركة الحياة عن عقولنا فيقف الجميع بانتظار تفسير ما حدث أو ما سيحدث.