قالت الشرطة ان محتجين يعملون على اسقاط الحكومة اللبنانية اغلقوا الطرق السريعة بالاطارات المشتعلة يوم الثلاثاء مما ادى الى وقوع اشتباكات مع موالين للحكومة قتل فيها ثلاثة اشخاص وجرح 133.

وتشمل حملة المعارضة لاسقاط حكومة السنيورة المدعومة من الغرب حزب الله الذي يحظى بدعم ايراني وسوري وحلفائه من الشيعة والمسيحيين. لكن السنيورة الذي ينتمي للسنة تعهد بالتصدي للاحتجاجات بحزم.

ودعت المعارضة الى انهاء الاحتجاجات المناوئة للحكومة يوم الثلاثاء ولكنها قالت في بيان انها سوف تعتمد اشكالا اخرى من الاحتجاج "اشد تاثيرا" في المستقبل لتحقيق مطالبها بحكومة وحدة وطنية وانتخابات مبكرة.

وقال مصدر بارز بالمعارضة وشهود عيان ان المتاريس على الطرق رفعت بما فيها الحواجز على طريق المطار.

وقال البيان ان المعارضة "تدعو الفريق المتسلط الى اخذ العبرة والتبصر في مجريات هذا الحدث الكبير الذي شهده لبنان اليوم محملة اياه اخراج لبنان من المأزق الكبير الذي ادخله به."

وقال السنيورة في كلمة أذاعها التلفزيون في وقت سابق "سنبقى معا ضد الترهيب. سنقف معا في وجه الفتنة. سنظل سويا كلنا من اجل لبنان. كلنا للوطن."

وقال "لقد تحول الاضراب العام اليوم الى ممارسات وتحرشات تجاوزت كل الحدود وذكرت بازمنة الفتنة والحرب والوصاية."

واضطرته احتجاجات الشوارع الى تأجيل سفره للمشاركة في مؤتمر دولي لمساعدة الاقتصاد اللبناني في باريس من المقرر عقده الخميس.

ودعت الولايات المتحدة كل الاطراف الى التحلي بضبط النفس وتسوية خلافاتهم سلميا قائلة ان الاحتجاجات استهدفت صرف الانظار بعيدا عن محادثات المعونة. وقال الرئيس الفرنسي جاك شيراك ان الاحتجاجات يمكن ان تثبط المانحين.

وقالت المتحدثة باسم بان جي مون الامين العام للامم المتحدة الذي يعتزم حضور مؤتمر باريس انه يدعو كل الاطراف لحل خلافاتها سلميا.

وقالت ميشيل مونتاس "من الضروري ان تعمل كل الاطراف في لبنان من خلال العملية الديمقراطية وتعود الى الحوار كوسيلة لمعالجة خلافاتها السياسية."

وحاولت القوى الامنية اللبنانية ابعاد المتخاصمين بعضهم عن البعض لكن الشرطة قالت ان عنصرا من القوات اللبنانية المسيحية المؤيدة للحكومة قتل بالرصاص في مدينة البترون شمالي بيروت.

كما قتل شخصان اخران في منطقة طرابلس في شمال لبنان ذات الغالبية السنية. وقالت الشرطة ان الرصاص ادى الى اصابة نحو 50 شخصا معظمهم في المناطق المسيحية.

وقالت الشرطة ان 133 شخصا اصيبوا في يوم من المصادمات في انحاء البلاد. واشتبكت حشود من رماة الحجارة في بيروت والمناطق المسيحية الى الشمال على الرغم من ان قوات الامن المحاصرة بين الفريقين اطلقت النار في الهواء في محاولة لردعهم.

وتصاعدت اعمدة الدخان من الاطارات المحترقة فوق بيروت مكونة سحابة سوداء خيمت فوق المدينة وقطع المتظاهرون الطرق الرئيسية بما فيها تلك المؤدية الى مرفأ بيروت ومطار بيروت الدولي لتطبيق الاضراب العام الذي دعا اليه حزب الله وحلفاؤه.

والغت العديد من شركات الطيران رحلاتها فيما بقي نحو 300 مسافر محتجزا في المطار بسبب اقفال الطرق المؤدية اليه.

وليس لدى الجيش الذي يقوم بحراسة مقر الحكومة في وسط بيروت منذ بدء اعتصام المعارضة بوسط العاصمة في الاول من ديسمبر كانون الاول قوات اضافية تذكر لنشرها في البلاد بعد نشر الاف الجنود في جنوب لبنان وعلى الحدود السورية بعد حرب حزب الله مع اسرائيل.

ووصف احد زعماء المسيحيين احتجاجات اليوم بانها ترقى الى محاولة انقلاب.

ورفض السنيورة مطالب المعارضة وأعلن خطة للاصلاح الاقتصادي سيقدمها في المؤتمر الدولي للمانحين في باريس الذي تأمل الحكومة ان يجلب مليارات الدولارات لمساعدة الاقتصاد المثقل بالديون.

وقال وكيل وزارة الخارجية الامريكية نيكولاس بيرنز في ندوة في دبي "سنقدم (الولايات المتحدة) دعما ماديا طويل المدى لمساعدة لبنان في اعادة الاعمار."

واضاف ان مثل هذا الدعم سيساعد في افشال جهود هؤلاء "للاطاحة بالحكومة المنتخبة ديمقراطيا عن طريق.. الغوغاء."

وانتقدت شخصيات مؤيدة للحكومة الاحتجاجات.

وقال الزعيم المسيحي سمير جعجع لقناة الجزيرة الفضائية "ما يحصل ثورة ومحاولة انقلاب. ما يحصل هو ابعد ما يكون عن الوسائل الديمقراطية. هذا ارهاب مباشر لشل البلاد."

وتزايدت التوترات بين المسلمين السنة والشيعة في لبنان الذي لا يزال يتعافي من حرب اهلية اندلعت بين عامي 1975 و1990.