ما يجمع "الشرف" و "الأشرف" هو الشكل الذي يبدأ باقتحامي، أو التسرب باتجاه كل الإناث، فأجد أنني وسط ثلاث جدران، تحاول أحيانا تعويض النقص الذي يحيط بي، فأنتهي على حد سكين أو كلمة أو قيمة تبقى ملازمة لصورتي. فأنا وملاحم الشرف مترافقين منذ أن اكتشف الذكور أن الجنس يمكن أن ينقلب إلى "حياة" سرية، ويصبح رغبة للقنص في كل مجالات الحياة.

وأنا أُقتل أحيانا لأن "الصيادين" فشلوا في اقتناص الفرصة المتاحة لإطفاء غريزة أولية لديهم، وانقلب أحيانا إلى صورة تدفع القضاة للتعاطف مع صورتي التي تدعو للشفقة فيحكمون لأنوثتي بقانون "قدري باشا" فأستطيع قلب المعايير وفق "الدين الأشرف"!!

ولأن القصة أطول من أن أرويها على "مساحتي" فإنني اكتفي بالرمز .. لأن القصة التي داهمتني متعلقة بحقي في الأمومة .. لكن سحر الأنثى .. وربما حمية الجاهلية .. قادرة على خلق سابقة قانونية تدفع لتبديل المعايير لمجرد أن الأنثى تطلب، فأنا انقلب على مساحات واسعة وأبقى أنثى يستطيع الذكور رفعها أو دفعها للموت بحكم "غريزة القنص"..

لكنني عندما احاول الهروب من الجدران الثلاثة لكلمة "شرف" أفقد شرعية الوجود .. أو البقاء بما أنا عليه من ضعف وقوة ورغبة في الحياة كأي كائن حي.. أفقد القدرة على التواصل مع ادعياء الحداثة، والنخب المسكونين بكم المصطلحا التي تزين اللسان بينما تصرخ "البدائية" في عيونهم "الشرهة" لحفلة اغتصاب متشابكة مع الرغبة في القنص.

أنا محترمة بقدر بقائي في جدران "الشرف" رغم اختلاف تعريفاته بين "النخب" و "العوام"، لكنني أبقى ضمن الجدران .. واستمر في الادعاءات التي تحاول رسم حريتي على لون يشتهونه، فأبقى ضمن "الدين الأشرف" و الحداثة "الأشرف" و.. التحرر على شاكلة عارضات الأزياء ... فهل يقلقكم غضبي .. رغبتي في إنهاء الصور الاعتيادية لأنوثتي؟

في قاموسي الخاص ليس هناك نسب لي.. فمعنويا لا أملك صورة للشرف إلا بما تقدمه رغبتي لي .. بينما تبدو الحرية نزوة عقل وجسد .. و "فورة" جنس وفيض روح ... أو رغبة صوفية لجعل "الرذيلة" مراحل "طهر" واكتمال للمعرفة ...

أنا كما اشتهي نفسي ... مجالا لجرائم الشرف لكنني اتفوق على من يسعى لإنهاء الحياة "بعرس لغسل العار" .. لأنني ارسم نقص الحياة التي تدفع الذكور للجنون .. للجريمة .. وفي النهاية إعادة الحياة إلى عنفوانها وكتابة سطور تكون بحجم غضبي على الجميع .. ذكور متلفحين الحداثة .. وإناث يعشقون العصور الوسطى.