على بُعد 270 كم شرق دمشق وعلى الحدود العراقية السورية ينتصب مخيم التنف، ليضم ثلاثمائة واثنين وخميسن نسمة، منهم 150 طفلا، و170 امرأة والباقي رجال وشيوخ.

اقتلعوا عنوة من بيوتهم وأماكن عملهم في العراق، هربا من الموت المجاني الذي يلاحقهم، ليحشروا في تسعين خيمة جادت بها عليهم المفوضية العليا للاجئين، رجالهم بلا عمل، واطفالهم للعام الثاني على التوالي بلا دراسة أو تعليم وبلا رعاية صحية.

لسان حال أحدهم، أن لا فرق بين الاحتلال الصهيوني الذي سلبهم أرض ابائهم وأجدادهم في فلسطين. وما يعانونه في العراق، وكأن قدر الفلسطيني ان يدفع الثمن. اما مخيم الهول فإنه يبعد 260 كم الى الشمال الشرقي من دمشق، وهو يضم 307 نسمات منهم 131 طفلاً، و 88 امرأة، و31 شاباً تتراوح اعمارهم بين 19 - 30 عاماً وما تبقى هم من الرجال والشيوخ، موزعين على خمسة وستين بناء قامت المفوضية العليا للاجئين ببنائها.

أما المسألة الأشد خطورة في المخيم فهي ان هناك مجموعة كبيرة من الشباب نتيجة حالة الفراغ التي يعانون منها قد قاموا بتقديم طلبات هجرة الى بعض الدول الاوروبية وعمدوا على مخاطبة سفارات هذه الدول لاستقبالهم كلاجئين.

وقد جاءت الموافقة لثلاث عائلات من اسبانيا. ومن الجدير ذكره ان المفوضية العليا للاجئين وبعض القوى الفلسطينية واللجان الأهلية تقوم بمتابعة أوضاع سكان المخيم من حيث تقديم المستلزمات الضرورية كالغذاء والدواء.

أما المخيم الآخر الذي يوجد في الأراضي العراقية ويبعد عن مخيم التنف 6كم يوجد فيه 132 فلسطينيا، وبسبب عزله وعدم قدرة أهله على التواصل مع العالم الخارجي والمعلومات عن سكانه قليلة فحياتهم بائسة وصعبة وينتظرون الحل لمأساتهم.

وهكذا يصعق المرء حين يشعر ان ما يراه في هذه المخيمات هو نتاج القرن الحادي والعشرين نتاج زمن الكذب والزيف والرياء.