صرح المندوب الاميركي السابق لدى الامم المتحدة السفير جون بولتون بأن المفاوضات الخاصة بالبرنامج النووي الايراني "فشلت"، وان الحل الوحيد يكمن في "تغيير النظام" في طهران. وكان له ايضا كلام أكثر خطورة اذ رأى ان "لا مصلحة استراتيجية" للولايات المتحدة في بقاء العراق موحداً. وردت الإدارة الأميركية على إعلان السفير الايراني في بغداد حسن كاظمي قمي ان بلاده تعتزم تعزيز علاقاتها الاقتصادية والعسكرية مع العراق باقتراح تدريب قوات هذا البلد وفتح فرع للمصرف الايراني في بغداد، بالتشكيك في النيات الإيرانية وتكرار دعوة طهران إلى وقف الاضطلاع بدور "هدام" في العراق.

وورد كلام بولتون في مقابلة نشرتها صحيفة "الموند" الفرنسية، ومما قال: "يجب الاعتراف بذلك. لقد فشلت المفاوضات (مع طهران). الوقت ليس في مصلحتنا". وأضاف: "الرد الوحيد هو عزلهم على الصعيد الدولي، وكذلك على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وعلى المدى الطويل، وآمل، ليس المدى البعيد جداً، في ان يكون الحل الفعلي الوحيد تغيير النظام". وحين سئل هل تبحث الإدارة الاميركية في هذا الخيار، أجاب :"لا، تغيير النظام ليس جزءاً من اطار العمل".

وتطرق إلى الوضع في العراق، فأشار إلى انه "لا يزال يعتقد ان القرار الجوهري باطاحة نظام (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين كان القرار الصائب"، ولكن "اذا عدنا الى الوراء، فإنه كان علينا ان ننقل السلطة الى العراقيين على نحو اسرع" بعد سقوط بغداد. ووصف قرار الرئيس الأميركي جورج بوش إرسال مزيد من القوات إلى العراق بأنه "آخر جهد" للولايات المتحدة، وأنه "اذا لم يصحح العراقيون الوضع، فإنها مشكلتهم". وأعرب عن اعتقاده انه ليس ضرورياً أن تمنع الإدارة الاميركية تفتت العراق بين السنة والشيعة والأكراد، ذلك ان "لا مصلحة استراتيجية للولايات المتحدة في ان يكون هناك عراق واحد أو ثلاثة. لنا مصلحة استراتيجية في ضمان ان ما سيقوم لن يكون دولة في حال انهيار كامل تتحول مأوى للإرهابيين أو دولة إرهابية. سواء أكانت هناك دولة او ثلاث دول، وسواء أتولى ادارتها الشيعة ام ائتلاف معين، فهذا أمر لا علاقة له بمصلحتنا الاستراتيجية".

ايران - العراق

وقال حسن كاظمي قمي لصحيفة "النيويورك تايمس" في مقابلة استغرقت 90 دقيقة ان ايران مستعدة لتدريب للقوات الحكومية العراقية وتقديم الاستشارات لها ومساعدتها "في معركتها من اجل ارساء الأمن" وتحقيق "القتال الأمني". ولم يدل بتفاصيل عن العرض الإيراني لتوفير المساعدة العسكرية للعراق، مشيراً إلى انه يتضمن زيادة في الدوريات الحدودية وإنشاء "لجنة أمنية مشتركة". وأضاف ان بلاده مستعدة "على نطاق اوسع" لتولي حصة كبيرة في إعادة اعمار العراق لأن "لدينا الخبرة في اعادة الاعمار بعد الحرب"، في اشارة الى الحرب الايرانية - العراقية. و"نحن مستعدون لوضع خبرتنا في مجال اعادة الاعمار في تصرف العراقيين".

وأعلن ان ايران ستفتح قريبا فرعاً لمصرفها الوطني في العراق. واكد المسؤول العراقي في القطاع المصرفي حسين العذري ان ايران حصلت على اذن في هذا المجال، وأن المصرف الإيراني سيكون الأول تملكه دولة أجنبية تماما في العراق، مما سيتيح تعزيز التبادل التجاري بين البلدين.

واخيراً أقر السفير الايراني في بغداد، للمرة الاولى، بأن الايرانيين اللذين اوقفتهما القوات الاميركية في 21 كانون الاول وأطلقتهما بعد تسعة ايام، هما فعلاً عنصران في اجهزة الاستخبارات كما كانت اكدت الادارة الاميركية. وقال: "كانا يعملان في قطاع الامن في الجمهورية الاسلامية، ذلك واضح"، لكنهما كانا في العراق لأن "البلدين اتفقا على حل المشاكل الامنية... لقد ذهبا للقاء الجانب العراقي".

وسخر من الادلة التي قال الجيش الاميركي انها موجودة لديه وتثبت تورط الايرانيين في التخطيط لشن هجمات على القوات الاميركية والعراقية. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك تحدث هو أيضاً عن وجود الكثير من الأدلة التي تربط إيران بالهجمات المذهبية في العراق.

وأمس صرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي غوردون جوندرو: "إذا ارادت ايران وقف الاضطلاع بدور هدام في شؤون العراق وأرادت الاضطلاع بدور بناء، فإننا بالتأكيد نرحب بذلك. (ولكن) نرى القليل من الأدلة حتى الآن (على النشاطات البناءة) وبصراحة، إن كل ما نراه هو أدلة على العكس من ذلك". وأضاف ان الإدارة الأميركية تدرس ما أدلى به السفير الإيراني في بغداد.

مصادر
النهار (لبنان)