قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم في حديث الى «الحياة» امس، ان سورية «ترحب» بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لجمع قيادتي «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) و «فتح» في مكة المكرمة بهدف «وقف الاقتتال وحقن الدم الفلسطيني».

جاء ذلك بعد اتصال هاتفي جرى امس بين الرئيسين بشار الاسد وحسني مبارك تناول «التوتر الفلسطيني»، هو الاول منذ منتصف آب (اغسطس) الماضي. كما كرر رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» خالد مشعل في حديث الى «الحياة» امس «الترحيب باسم قيادة الحركة، بدعوة خادم الحرمين الشريفين لحوار فلسطيني في البيت الحرام».

وعلمت «الحياة» ان السفير المصري حازم خيرت نقل الاسبوع الماضي رسالة من وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط الى نظيره السوري، تضمنت اطلاعه على نتائج زيارة وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس واجتماعها مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، الامر الذي «قدرته» دمشق.

ويأتي الاتصال بين الاسد ومبارك بعد قيام امير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني بداية الاسبوع الجاري بزيارة القاهرة لوضع الرئيس المصري في اجواء زيارة الاسد الى الدوحة الثلثاء الماضي، اعقبها تحميل الرئيس مبارك مدير الاستخبارات الوزير عمر سليمان رسالة الى خادم الحرمين الشريفين.

وسألت «الحياة» امس الوزير المعلم عن موقف بلاده من مبادرة الملك عبدالله، فأجاب: «سورية ترحب بكل المبادرات الهادفة الى حقن الدم الفلسطيني ووقف الاقتتال بين الاخوة واللجوء الى الحوار من اجل تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية. ان هذا الجهد ينبع من صميم الموقف السوري حرصا منا على القضية الفلسطينية».

وعندما سئل عن وجود اي تواصل بين دمشق والرياض بعد اعلان المبادرة، قال المعلم ان «اي تواصل لم يجر بعد، لكن من الطبيعي ان ندعم هذه المبادرة وان نأمل في ان تؤدي الى حقن الدم الفلسطيني».

وهل جرى اتصال بين سورية وقيادة «حماس» بعد اعلان المبادرة؟ اجاب: «ليس على حد علمي. لكن من الطبيعي ان نتوقع استجابة من حركتي «حماس» و «فتح» لهذه الدعوة». وقال ردا على سؤال في شأن قيام الرياض بإجراء ترتيبات لجمع الحركتين ان «هذا شأن سعودي، والاخوة في المملكة يعرفون ما هو افضل سبيل لجمع قيادتي «حماس» و «فتح».

وسئل الوزير المعلم عن وجود اي علاقة بين المبادرة السعودية والاتصال بين الاسد ومبارك امس، فأوضح: «لا توجد اي علاقة مباشرة، لكن كما تعلمون ان سورية بذلت كل جهد ممكن بذله خلال زيارة عباس يوم الجمعة مع مشعل بهدف وقف الاقتتال وحقن الدم الفلسطيني. من الطبيعي ان تقوم سورية باتصالاتها مع القيادة المصرية في ضوء الدور الذي تمارسه مصر لوقف الاقتتال بين الفلسطينيين».

من جهته قال مشعل ان حركته «ترحب» بالدعوة السعودية «بما يؤدي الى حقن الدماء وإنهاء الاشكاليات الفلسطينية والوصول الى ما نتطلع اليه من حكومة وحدة وطنية وتعزيز الوحدة الوطنية والموقف الفلسطيني لمواجهة الحصار والاستحقاقات المقبلة والاحتلال». وزاد :»كنا اول من رحب بالمبادرة السعودية، وسنتجاوب معها في شكل عملي».

وقالت مصادر فلسطينية لـ «الحياة» امس ان حركة «حماس» لم تتسلم بعد اي دعوة رسمية في شأن اجتماع مكة المكرمة. لكنه قال :»ان الحركة ستتجاوب مع المبادرة السعودية، وان الدعوة السريعة نابعة من الشعور بالقلق من الاقتتال الفلسطيني وجاءت بعدما جرى جس نبض الاطراف الفلسطينية بشأن مدى الاستعداد لحوار كهذا». وبعدما تساءلت المصادر: «هل ستقوم السعودية برعاية الحوار ام انها ستستضيفه من دون اي تدخل؟ ماهي العلاقة بين الدعوة السعودية ومبادرة منظمة المؤتمر الاسلامي والمبادرات الاخرى؟ ما هو الدور المصري في الدعوة السعودية؟»، قالت: «الاستعجال نابع من القلق، ونتوقع تفاصيل الدعوة وترتيباتها وموعدها قريبا بعدما تدرس الرياض التفاصيل».

مصادر
الحياة (المملكة المتحدة)