تصاعدت حدة المواجهات الداخلية بين حركتي “فتح” و”حماس”، وأدت الفتنة في يومها الخامس أمس إلى مقتل 9 فلسطينيين ما يرفع عدد الضحايا إلى 33 قتيلاً وأكثر من مائة جريح، في وقت تحرك استشهادي فلسطيني ليصوب في الاتجاه الصحيح ويضرب مركزا تجاريا في ايلات جنوب فلسطين المحتلة عام 48 ويوقع ثلاثة قتلى “إسرائيليين” وعدداً من الجرحى بعضهم في حالة الخطر. وفيما هدد قادة الكيان بشن “حرب لا هوادة فيها” على فصائل المقاومة وتصفية قادتها، ورفعت الأجهزة الأمنية حالة التأهب، ودانت السلطة الفلسطينية العملية الاستشهادية، وحمل البيت الأبيض المسؤولية عنها للحكومة الفلسطينية.

وتبنت حركة الجهاد الإسلامي العملية وأكدت أن الاستشهادي يدعى فيصل السكسك وهو في الحادية والعشرين من عمره ومن سكان غزة، مشيرة إلى انه تمكن من دخول ايلات عن طريق الأردن. لكن المتحدث باسم الحكومة الأردنية ناصر جودة نفى أن يكون منفذ عملية ايلات دخل إلى الأردن. ورجحت مصادر “إسرائيلية” أن يكون الاستشهادي تسلل إلى ايلات عبر مصر. وأعلنت إدارة المرافئ والمطارات في الكيان “الإسرائيلي” إغلاق مركز طابا الحدودي مع مصر. في حين عززت مصر الإجراءات الأمنية في جنوب سيناء بعد العملية.

وتوعد رئيس الوزراء “الإسرائيلي” ايهود اولمرت الذي أجرى مشاورات مع الأجهزة الأمنية حول كيفية الرد على العملية بشن “حرب بلا هوادة ضد فصائل المقاومة وقادتها”. واعتبر وزير الحرب عمير بيرتس أن العملية تمثل تقدما في درجة ما سماه “الإرهاب”. وقال إن الأجهزة الأمنية ستتخذ قرارا لتهميش “المتطرفين” مقابل الأصوات المعتدلة في السلطة الفلسطينية.

وفيما دانت السلطة الفلسطينية على لسان ياسر عبد ربه عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وكذلك مستشار الرئيس الفلسطيني نمر حماد العملية الاستشهادية، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو إدانة الولايات المتحدة بشدة للعملية وحمل الحكومة الفلسطينية برئاسة حركة حماس المسؤولية عنها.

وفي هذا الإطار نصحت بريطانيا رعاياها بتجنب السفر إلى قطاع غزة ودعتهم إلى الحصول على مشورة أمنية من قبل جهات محترفة إذا رغبوا البقاء في القطاع أو السفر إلى هناك.

من ناحية ثانية، تواصلت الاشتباكات بين حركتي فتح وحماس أمس لليوم الخامس على التوالي حيث سقط 9 قتلى منهم واثنان من القوة التنفيذية التابعة لوزارة الداخلية واثنان من حركة حماس واثنان من عناصر الأمن الوطني إضافة إلى ثلاثة مدنيين مما يرفع حصيلة القتلى إلى 33 كما ازدادت عمليات الخطف المتبادلة من قبل الحركتين رغم الدعوة السعودية للحوار والجهود المصرية لإنهاء الاقتتال. وأعلنت حماس أن مسلحين أطلقوا النار على مدير مكتب وزير الداخلية سعيد صيام ما أسفر عن إصابة مرافقه.

وفيما يعيش قطاع غزة حالة شلل حيث لا تزال معظم المحال التجارية مغلقة والشوارع تكاد تخلو من المارة مع إقفال عدد من الشوارع الرئيسية بإطارات السيارات المشتعلة أو بالحواجز والأسلاك الشائكة كما تعطلت الجامعات، فقد تواصلت الجهود والمبادرات لحقن الدماء ووقف الاقتتال الداخلي.

وأعلنت الحكومة الفلسطينية أنها طرحت مبادرة من عدة نقاط لمعالجة الوضع المتأزم في الساحة الفلسطينية. وأكد رئيس الوزراء “أن الحكومة تبذل قصارى جهدها من اجل إنهاء الوضع المتفجر على الساحة”، مشددا على أن الحكومة “ستواصل تحمل مسؤولياتها الوطنية من اجل حماية الوطن والقضية والتمسك بالوحدة الوطنية وتغليب لغة الحوار”. وأكد خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وحده كفيل بإنهاء الاحتقان الداخلي.

وقال إسماعيل رضوان الناطق باسم حركة حماس إن “هناك جهودا مصرية وجهودا من الفصائل وحركة حماس تدرس المبادرة المصرية”.

وكان الوفد الأمني المصري الموجود في قطاع غزة قدم الأحد مبادرة من خمس نقاط للحكومة الفلسطينية وحركتي فتح وحماس من اجل تهدئة الأوضاع وطلب الوفد من حركتي فتح وحماس الرد خلال ساعات عليها.

على صعيد آخر، نفى المتحدث باسم الحكومة غازي حمد مزاعم صحيفة “هآرتس” ال”إسرائيلية” حول استقالة وزير الداخلية سعيد صيام. وقال حمد لوكالة الأنباء الفلسطينية المستقلة “معا” إن هذه الأنباء غير صحيحة على الاطلاق.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)