(رويترز) - قال مسؤول أمريكي رشحه الرئيس الامريكي جورج بوش لمنصب نائب لوزيرة الخارجية الامريكية يوم الثلاثاء ان العراق الديمقراطي مازال في وسعه الخروج من دوامة العنف الطائفي لكن الولايات المتحدة لا تعتزم إجراء محادثات مع سوريا أو ايران بشأن تحقيق الاستقرار في البلاد.

وقال جون نجروبونتي الذي كان أول سفير لحكومة الرئيس بوش لدى العراق في حقبة ما بعد الحرب أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي انه سوف يتزعم الجهود الدبلوماسية لوقف العنف المتصاعد بين الشيعة والسنة في العراق ان تأكد ترشيحه من مجلس الشيوخ بكامل أعضائه.

وقال نجروبونتي أمام لجنة العلاقات الخارجية "تطوعت للذهاب الى بغداد لانني كنت أعتقد ولا أزال ان في مقدور العراق أن ينتقل بصورة ناجحة الى الديمقراطية." ويشغل نجروبونتي حاليا منصب مدير المخابرات المركزية الامريكية.

وأضاف "كنت أعتقد ولا أزال أن الاخفاق في العراق سوف يمثل كارثة على العراقيين وعلى أصدقائنا في المنطقة وعلى الولايات المتحدة كذلك."

وردا على تساؤلات ملحة من رئيس لجنة العلاقات الخارجية عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي جوزيف بايدين أجاب نجروبونتي بقوله ان حكومة الرئيس بوش لن تجري محادثات رفيعة المستوى مع أي من سوريا أو ايران من أجل تحقيق الاستقرار في العراق.

وكانت مجموعة دراسة العراق وهي مجموعة من خبراء السياسة في الحزبين أمر بتشكيلها الرئيس بوش لتقييم السياسة الامريكية في العراق أصدرت توصية بضرورة أن تقوم واشنطن باشراك كل من ايران وسوريا من أجل تجنب نشوب حرب أهلية مفتوحة في العراق.

لكن نجروبونتي أكد مرة أخرى موقف حكومة الرئيس بوش من ضرورة أن توقف ايران برنامجها النووي أولا الذي يعتبره الغرب مسعى من ايران لامتلاك أسلحة نووية. وأضاف أن سوريا يتعين عليها أن تتخذ من الخطوات ما يكفل الحيلولة دون تسلل ما يقدر بأربعين الى سبعين من المقاتلين الاجانب بصورة شهرية للقيام بهجمات.

وقال نجروبونتي "انهما تعرفان مايتعين عليها القيام به."

بدا نجروبونتي وكأنه يعرض امكانية اجراء محادثات منخفضة المستوى مع سوريا من خلال السفارة الامريكية في دمشق. وقال "هذا الباب مفتوح دوما أمامهم. في مقدوري أن أقول ان هناك قناة."

ويعتبر نجروبونتي الذي يمتد مسار عمله الدبلوماسي عبر أربعة عقود خبرة دبلوماسية جديدة سعى الرئيس بوش الى الاستفادة منها في صراعه مع أزمات السياسة الخارجية من العراق الى كوريا الشمالية.

وظل منصب نائب وزيرة الخارجية الامريكية شاغرا منذ تركه روبرت زوليك للانضمام الى جولدمان ساتش شهر يوليو تموز الماضي.

وخدم نجروبونتي في خمسة مناصب على مستوى السفير بما فيها سفير الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة وفي العراق وهما منصبان يهيئان له منزلة رفيعة يقول كثير من المحللين والمسؤولين انه يحتاجها لدعم وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس.

وأثار ترشح نجروبونتي لهذا المنصب تكهنات بأنه ربما يحل محل رايس في حالة تركها للمنصب.

لكن هذا الاجراء أثار موجة من الاستياء بين كبار أعضاء الكونجرس الامريكي الذين يرون تركه منصب مدير المخابرات المركزية نكسة محتملة لجهود الاصلاح الدائرة التي تستهدف حماية الولايات المتحدة من أي هجمات على غرار تلك التي تعرضت لها في الحادي عشر من سبتمبر أيلول.

ورشح بوش الاميرال بحري المتقاعد مايك ماكونل خلفا لنجروبونتي في منصب مدير المخابرات المركزية. ومن المتوقع أن تعقد يوم الخميس جلسة الكونجرس لتأكيد ترشيح ماكونل الذي ترأس وكالة الامن القومي في الفترة بين عامي 1992 و1996.

مصادر
رويترز (المملكة المتحدة)