عبرت حاملة طائرات أمريكية أمس قناة السويس متجهة إلى الخليج في إطار حشد عسكري أمريكي يشكل “رسالة” إلى إيران، فيما حذر وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي طهران من أن رفضها لحل دبلوماسي يعرضها ل “خيارات أخرى”.

وفي الوقت ذاته، عارضت الولايات المتحدة ومعها حلفاء أوروبيون، اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي “وقفة” في المواجهة بين طهران ومجلس الأمن، وهو اقتراح يهدف إلى مساعدة إيران والغرب على عدم التسرع بحرب.

يذكر أن الولايات المتحدة تقول إنها تسعى لحل المواجهة مع إيران حول برنامجها النووي بالطرق الدبلوماسية، إلا أنها لم تستبعد الخيار العسكري.

وقد أعلن مسؤول في هيئة قناة السويس أن حاملة الطائرات الأمريكية “باتان” دخلت القناة أمس ضمن قافلة الشمال القادمة من البحر المتوسط في طريقها إلى منطقة الخليج.

وقال المسؤول ل “رويترز” طالباً عدم ذكر اسمه إن أربع قطع حربية أمريكية ترافق الحاملة، هي غواصة نووية ومدمرتان وسفينة امداد.

وعندما تصل الحاملة “باتان” إلى الخليج، يصبح للولايات المتحدة في هذا البحر حاملتا طائرات مع مجموعتي سفنهما.

وفي باريس قال وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي في مقال له في صحيفة “لوموند” إن رفض إيران طريق الحل الدبلوماسي للأزمة الناتجة عن ملفها النووي، يعرضها “لخيارات أخرى”.

وقال “على السلطات الإيرانية أن تفهم أنها برفضها حلاً دبلوماسياً، فإن تفتح بنفسها الطريق أمام خيارات أخرى”، في وقت تزداد التساؤلات عن الهدف من تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الخليج.

وقال بلازي إن “الحل الوحيد القائم على التفاوض الذي تدافع عنه فرنسا يمكن أن يتجاوب مع مصالح الجميع”، مشيراً إلى أنه على المجتمع الدولي “أن يكون حاسماً” بشأن “المبادئ” إنما “هو منفتح أيضاً على الحوار” مع طهران.

وفي حديث إذاعي منفصل، قال دوست بلازي إن فرنسا تعتبر أن المخرج الوحيد للأزمة النووية الإيرانية “دبلوماسي”، مشيراً إلى أن بلاده ترفض “الانجرار” إلى حل لا توافق عليه الأمم المتحدة.

وقال الوزير الفرنسي “أعتقد أنه لا بد من التوصل إلى حل دبلوماسي”، مضيفاً أنه لا يرى أن هناك “ما يفرض العجلة”.

ورداً على سؤال عن احتمال مشاركة فرنسا في عمل عسكري أمريكي محتمل ضد طهران، أكد بلازي أن فرنسا، بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن الدولي، لا يمكنها “بالتأكيد الانجرار إلى حلول لا يفكر فيها اليوم مجلس الأمن الدولي”.

من جهة ثانية أبدت الدول الغربية، وعلى رأسها واشنطن، شكوكاً في دعوة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إلى تعليق مؤقت ومتزامن لتخصيب اليورانيوم من جانب إيران وتطبيق العقوبات من جانب المجتمع الدولي.

في المقابل، عبرت روسيا، حليفة طهران وشركتها التجارية، عن تفاؤلها. وأعرب الأمين العام لمجلس الأمن الروسي ايجور ايفانوف من طهران عن أمله بأن يؤدي اقتراح البرادعي “إلى حل سياسي للأزمة”.

ووجه البرادعي في كلمة ألقاها أمام المنتدى الاقتصادي في دافوس نداء من أجل الالتزام ب “فترة توقف” في الأزمة الإيرانية مع تعليق متزامن لتخصيب اليورانيوم وتطبيق العقوبات المفروضة من الأمم المتحدة.

ورد مسؤولون أمريكيون وبريطانيون وألمان على هذا الاقتراح بتأكيد تمسكهم بالقرار 1737 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 23 كانون الأول الذي يفرض عقوبات اقتصادية وتجارية على إيران بسبب رفضها تعليق تخصيب اليورانيوم.

وينص القرار على رفع هذه العقوبات فقط في حال أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يفترض أن تقدم تقريراً حول الملف الإيراني في 21 شباط أن طهران التزمت فعلاً بالمطلوب منها. وذكر القائم بالأعمال الأمريكي في الأمم المتحدة الخاندرو وولف أن النص الذي أقر بالإجماع يحدد “الطريق المؤدي إلى تعليق العقوبات وهو يمر بتعليق إيران لأنشطة التخصيب، يليها رد من مجلس الأمن”. وقال “الأمر واضح جداً ولا يتحمل تأويلاً”.

مصادر
الخليج (الإمارات العربية المتحدة)