أتوقع أن أسير في الشارع فيداهمن شاب يحمل استمارة... وأحلم أيضا في ان تصبح بعض الأوراق مليئة بما أراه، وما أريده أو أجده مناسبا ... وربما أصدم عندما أعرف أن حملة انتخابية بدأت بالبحث والاستقصاء، فيسألني الشاب جملة من الأسئلة التي تدخل إلى عمق توجهاتي أو رغباتي أو حتى رؤيتي للأزمة.

أتوقع أن تبدأ أي حملة انتخابية بمعرفة "الجمهور" الذي سيصوت في الانتخابات، فالمرشح المستقل متفاؤل بأنه قادر على استقراء الناس، والدخول إلى أعماقهم دون أن يراهم أو يلتفت إلى صورهم التي لم يعد يراها منذ أن تحصن بحملته السابقة.
أتوقع أن أدخل مكتبا يضم شبابا يرسمون الحملة الانتخابية، بدلا من دخولي إلى خيمة لشرب القهوة وسماع الأهازيج والخطب وأشكال السيف والترس. فما أحلم به هو رؤية المهتمين بي شخصيا، وليس بصورة المرشح الذي يظهر فجأة بين الحشود ثم يغيب في الذاكرة.

أتوقع كسر الصمت الإعلاني ... فأدهش لرؤية "كتاب" أو "منشور" تم العمل عليه بجد دون وجود شعارات كبيرة، أو استخدام الخط العريض، أو حتى الألوان والصور، لأنني أريد التعامل مع "ممثل" في مجلس الشعب وليس نجما قادرا على تجاوز الجميع بمجرد ظهوره "الإعلاني" المكثف.

أتوقع أن تلفني "الحملة الانتخابية" بالأسئلة لا أن تقدم لي إجابات، فلا أحد قادر على تقديمها لأنها تصنع ولا تقال، وأريد أن أسير دون أن تظللني "اليافطات" لأن "الظل" الأساسي هو قدرتي على الثقة بانني أعرف تماما من يمثلني في الدورة التشريعية القادمة.

هل أتعبتك توقعاتي؟! لكن ومع مودتي فأنا لا أتوقع .. بل أحاول التفكير بأن القادم يجب أن يشدني لا أن يربكنب ... وأن يرسم لي أفقا ... لا أن يحاصرنا بالصور واليافطات...

مصادر
سورية الغد (دمشق)