قال حسين اذا عدت الى العراق فسأموت، معبرا عن قلقه من التدابير التي تحدد مدة اقامته في سورية على غرار سائر العراقيين الذين لجأوا الى هذا البلد هربا من العنف في بلادهم.

وكان بامكان العراقيين حتى وقت قريب الحصول على اجازات تتيح لهم البقاء في سورية ثلاثة اشهر قابلة للتجديد.
لكن السلطات السورية لم تعد تصدر منذ عشرين كانون الثاني سوى اجازات اقامة لمدة اسبوعين قابلة للتجديد مرة واحدة شرط تقديم وثائق بينها عقد ايجار، كما روى العراقي محمد الذي رفض كشف شهرته. وكان ادلى باسمه الكامل قبل ان يتدارك تعرفون تماما ظروفنا. وكان اكثر من مئة لاجئ عراقي انتهت مدة اقاماتهم تجمعوا الخميس قرب مقر المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين في دمشق على امل ان تساعدهم المنظمة الدولية اثر الاجراءات السورية الاخيرة. وقال العديد من هؤلاء نستعد للاعتصام الاثنين امام مقر المفوضية العليا، علما ان بعضهم يحملون اوراق حماية من الامم المتحدة مدتها ستة اشهر تمنع الدول المضيفة من طردهم لكن اجهزة الامن السورية ترفض الاستماع الينا على قول محمد. محمد فر قبل عام ونصف العام من مثلث الموت في جنوب بغداد بعدما تلقى تهديدات من الميليشيات. وروى ان شقيقي قتل وسجن نجلي، وجئنا الى هنا فور خروجه من السجن. ويقيم حاليا مع زوجته واولاده الاربعة في الضاحية الجنوبية لدمشق في منطقة السيدة زينب كما العديد من اللاجئين العراقيين الذين تقدر المفوضية العليا للامم المتحدة عددهم الاجمالي بـ600 الف شخص على الاقل. بدوره، يشعر حسين بقلق كبير اثر القرار الجديد في سورية، وخصوصا ان اقامته تنتهي مدتها بعد يومين وهو لا يتحمل العودة الى العراق. كان طيارا في الجيش ابان نظام صدام حسين، واكد انه نجا من اربع محاولات اغتيال. وقال بعينين حائرتين لقد هربت واذا عدت فساموت، قتلوا شقيقي واحمل الرقم تسعة على لائحة (ميليشيا شيعية متطرفة) تريد قتلي، لكنني مجبر الآن على العودة الى العراق خلال شهر. واوضح ان التدابير الجديدة في سورية تم تطبيقها اثر زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني لدمشق وهي ثمرة اتفاق بين البلدين. من جهته، قال احمد الطائي (25 عاما) الذي لجأ الى سورية منذ ستة اشهر انا شاعر وصحفي، لا استطيع العودة، اقامتي انتهت مدتها ولن يتم تجديدها، اريد اللجوء السياسي في اي بلد. الجميع يعودون بالذاكرة الى مشاهد العنف التي عاشوها في العراق، ويبدون خوفا كبيرا من العودة الى بلد تعمه الفوضى ويسيطر عليه القتلة وحيث لا حياة طبيعية.

وكان طالباني قام بزيارة لسورية في كانون الثاني الفائت، وهي الاولى لرئيس عراقي منذ نحو ثلاثين عاما.
وصرح طالباني لصحيفة الانباء الكويتية بعد زيارته ان الرئيس السوري بشار الاسد التزم مساعدة السلطات العراقية في التصدي للعمليات الارهابية.
وفي بغداد قال متحدث رسمي عراقي مساء الجمعة ان الموقف السوري معاد للشعب العراقي منتقدا بحدة الاجراءات السورية الجديدة بحق المقيمين من العراقيين واتهم مجموعات داخل الحكم السوري بمحاولة تخريب اي جهود. واضاف المتحدث باسم الحكومة علي الدباغ لقناة العراقية الحكومية لدينا اعداد هائلة من العراقيين لجأت الى سوريا (...) التي فرضت اجراءات اقامة ودخول غير معهودة (...) الموقف السوري معاد للشعب العراقي بهذه الطريقة التي يتعامل بها مع الملف العراقي.
وتابع الدباغ نناشد صوت العقل في سوريا وكل المسؤولين السوريين، هناك مجموعات داخل الحكم السوري وداخل القيادة السورية تحاول تخريب اي جهود. لكنه لم يحدد هوية هذه الجهات.

واكد هناك كارثة تحيق بالعراقيين الموجودين في سوريا الان، هناك غضب عارم بين العراقيين على الموقف السوري وغضب في العراق على هذا الموقف المؤذي. وتابع يعطون العراقيين 15 يوما ويجب ان يغادروا البلاد لفترة شهر ويعودوا مرة اخرى (...) لبنان لا يقبلهم، وتركيا تفرض تاشيرة، ولذلك فانهم يضعون مئات الالاف من العراقيين في وضع صعب، هذا ليس موقفا وديا.

من جهة اخرى، قال المتحدث ردا على سؤال حول وقف رحلات الخطوط الجوية العراقية الى دمشق، فرضوا شروطا غير معهودة، اليوم قدموا اخر ورقة طلبوا ضمانة شركة طيران ثالثة للخطوط العراقية جيء بشركة لبنانية (...) نتوقع الا يكون هناك سبب اخر، ويوميا هناك شروط جديدة تفرض من قبل الطيران السوري. وتابع الدباغ يعقد مؤتمر لحزب البعث في سوريا يمجد قاتل العراقيين صدام حسين هذا ليس موقفا وديا، تستقبل القيادات السورية شخصيات ترتبط بالارهاب جهارا نهارا وتدعمه.

مصادر
وكالة الانباء الفرنسية (فرنسا)