مصطلح "المستقلون" يحمل في سياق الحملة الانتخابية عدم الانتماء إلى حزب محدد، لكن استخدامه يظهر في مواقع أخرى وكانه مساحة حرية في التعامل مع ما يطرح، أو استخدام الخيال في ابتداع الشعارات الإعلامية، فيصبح "المستقل" بلا "لون" لأن يحاول خلق لونه الافتراضي.

وفي "الحملة" الانتخابية التي تصبح فيها كلمة "مستقل" وكانها جواز سفر باتجاه المواطن فإن الإيحاء الأول أن الانتماء إلى تيار هو "أمر مشين" .. أو ان "الاستقلال" يعفي المرشح من التعامل بموضوعية مع مصالح الجمهور الذي سينتخبه، فتصبح الحملة تعبيرا عن مساحة المرشح وليس رسالة إلى الجمهور الذي سيتوجه إلى صناديق الاقتراع.

انتهاء "اللون" الخاص بالمرشحين لا توحي فقط بالهروب من المسؤولية الاجتماعية التي يقتضيها التمثبل داخل مجلس الشعب، بل بفقدان الحماس الذي يميز عادة التنافس بين المرشحين، مادام البحث لم يعد يهدف إلى الوصول للمجتمع بل محاباة الواقع العام بمختلف مكوناته.

كلمة "المستقل" في الحملة الانتخابية لا تحمل إيقاع مختلفا، او تكون صورة انتخابية متباينة لأننا نواجه هذه السمة بتصور واحد، فحتى في ظل القانون الانتخابي الحالي يستطيع أي مرشح التوجه لجمهور خاص ينتمي لمصلحة اجتماعية يفهمها المرشح أو يعرفها عن قريب.

لم يحاول المستقلون عبر السنوات الماضية التعامل مع الجمهور بنفس سياق "الرسائل الإعلامية"، رغم أنهم يستخدمون بعض وسائل الإعلام. فتجزئة الجمهور في الحملة الانتخابية يمكن ان تساعد أكثر في تحديد المصالح الاجتماعية أو إفساح المجال أكثر للبحث في ضرورة تعميق الرسالة الانتخابية.

ما المطلوب في الحملات القادمة؟! سؤال برسم المرشحين ... برسم التعامل مع مفهوم "المستقل" بشكل عصري وليس بأسلوب الاستغناء عن أي برنامج خاص .. والاستقلال في النهاية لا يعني "الاستقالة" من التفكير بالمجتمع والتعجل بابتداع الشعارات ..

ما المطلوب؟! إنها إشارة استفهام علينا التعامل معها سواء كنا جمهورا عليها الإدلاء بأصواته أو مرشحين، أو حتى "نشطاء" لهم مآخذهم على قوانين الانتخابات أو طبيعة التمثيل السياسي....

مصادر
سورية الغد (دمشق)