لا تتركني أضحك... لأن ابتسامتي تعاكس "صرامة" الانثى في مواجه الآخرين، وقدرتي على توزيع الابتسامة تفوق الجميع، لكنها مشدودة لكلمات صفراء تنتظرني عند كل زاوية من الطريق ضمن اختبار يومي لقدرتي على تمالك نفس، أو طاقتي في احتباس ما أملكه كي لا "يغوي" الآخرين". لكن ضحكي يبقى ممكنا .. وأنا مثل أي ذكر أملك قدرات معلقة على جسدي أو مدفونة في عقلي أو حتى تحترق داخل صدري الذي أصبح رمزا للحنان بدلا من أن يتشكل سحابة قادرة على رسم عنف الشتاء.

عندما أضحك أقيس توازي طاقتي مع أي ذكر .. وعندما استقبل التعليقات التائهة أعرف أن العالم ذكورا وإناثا لا تفرقه طاقة الأفراد بل مساحة المعرفة الاجتماعية، أو حتى قدراتنا على تجاوز الواقع لطرح أسئلة على أنفسنا، لأننا لسنا "متوازين" بل خاضعين لزمن علينا أن نحياه فنختار الانصياع لما اعتدنا او تآلفنا معه، بينما يقرر قلة أن يضحكوا على الهدوء الذي يضربنا، وفي هذه اللحظة يتم تمييز الإناث عن الذكور ....

قوة الضحكة أو صخبها لا يدخل في معادلة التمييز، فالمهم من اين تصدر .. وربما من الضروري إضفاء تمايز في طبقتها عندما تصدر عن انثى .. وعربدة أو قهقه إذا أطلقها ذكر.. وهذا التمايز لإثبات حق الأنثى بالضحك او العلم أو التفوق او حتى الهدوء والانكسار مثل أي كائن حي، فإذا فشلت فلأن آلاف البشر يفشلون يوميا.. وإذا تم ذبحها على مساحة الشرف الموهوم فلأن الذكور أيضا يقتلون ويذبحون على الهوية أحيانا في شوارع العراق أو في غيرها من المدن.

إنه حق مكتسب في رفع الضحكة عاليا لأن السخرية ليست حكرا على أحد.. سخرية من وضع "حياة" الأنثى ضمن قامنوس "العبر" لنتعلم منها "الالتزام" بما كان من "أخلاق" دخلت في مساحة البديهيات.. بينما تخلو "العبر" من تجارب الذكور الذي يمكن اختصار حياتهم بقدرتهم على "الحب بالإكراه" .. أو الموت بالصدفة...

أضحك لأن مساحة المجتمع ضاقت به فأعاد تصنيف نفسه لذكور وإناث خارج مقاييس الجنس... وتعلو ابتسامتي أي مساحة يحاول البعد التحصن بها وكأن الشبهات هي من حق الرجال فقط، أو انها عمق يمكن أن نهوي إليه إذا فكرنا خارج الإطار المعتاد ... لكنني لن آسف على المجتمع!!!