الاتحاد

وجهات نظر

دروس لأميركا من الشيشان... وقلق صيني من "تغيير مناهج" تايوان

كيف تستفيد أميركا من سياسات روسيا في الشيشان؟ وماذا عن ردود فعل بكين على محاولة "تايبييه" تغيير بعض المصطلحات ذات الدلالة السياسية في مناهج التعليم التايوانية؟ وهل لا تزال أسباب الاحتباس الحراري محور جدل العلماء؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن جولة سريعة في بعض الصحف الدولية.

الصين ومقررات تايوان:

يوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "الصين تنتقد مراجعة المقررات الدراسية في تايوان"، لفتت "تشاينا ديلي" الصينية الانتباه إلى محاولة "تايبييه" تعزيز ما وصفته الصحيفة بـ"استقلال تايوان". وزارة التعليم في تايوان أصدرت يوم الأربعاء الماضي تعليمات بتغيير مصطلحات كـ"هذا البلد" و"الوطن الأم" في المقررات الدراسية إلى "الصين". الصينيون متخوفون من أن يكون الهدف من هذا التغيير هو تحويل المؤسسات التعليمية في تايوان إلى أداة أيديولوجية من خلالها يتحقق "استقلال الجزيرة". وهو ما جعل أحد المسؤولين الصينيين يقول: إن تايوان جزأ لا يتجزأ من الصين، ومهما تعددت حيل القوى الطامحة في الانفصال، فإنها لن تستطيع تغيير الحقائق.

دروس من الشيشان:

يوم أمس الاثنين وتحت عنوان "على أميركا تطبيق دروس الشيشان"، كتب "أليكسي باير" مقالاً، أشار خلاله إلى أن الجيش الأميركي هو الأفضل تسليحاً في العالم، لكن إذا وضعنا المهام الشرطية التي يقوم بها هذا الجيش، وإذا وضعنا عملية "عاصفة الصحراء" جانباً، سنجد أن الجيش الأميركي لم ينتصر في معركة كبرى منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، فهذا الجيش يناضل من أجل البقاء في مواقعه داخل كوريا الجنوبية، وخسر في حرب فيتنام، وهو الآن على وشك خسارة حربه في كل من العراق وأفغانستان. الكاتب يرى أن بمقدور الولايات المتحدة الاستفادة من تجربة روسيا في التهدئة داخل الشيشان. صحيح أن الجيش الروسي يفتقر إلى التدريب والتجهيز الجيد، لكن على الرغم من خوض الجيش الروسي معارك داخل الشيشان، فإنه لم يتمكن من هزيمة الانفصاليين والإسلاميين الأجانب، وبدلاً من ذلك حاولت موسكو استمالة بعض الشيشانيين لصالحها، حيث وجدت أن بعض العناصر الشيشانية تشاطر الحكومة الروسية الأهداف ذاتها، وفي هذا السياق يأتي رئيس الوزراء الشيشاني "رمضان قادروف" الذي يقود ميليشيا مسلحة ويحافظ على استقرار الشيشان بمكافأة الموالين وقمع الخصوم. الشيشان جزء صغير من روسيا لديه ثروة نفطية هائلة، ويديره ضباط أمن سابقون، ومن ثم لا مناص من انتصار روسيا لأن هذا يعني إعادة دمج الشيشان في روسيا الاتحادية. أما بالنسبة للولايات المتحدة، فإنها إذا كانت تريد استقرار العراق، فإن عليها إدماج بلاد الرافدين في نظامها الاقتصادي، فهي على النقيض من روسيا، تتمتع باقتصاد قوي يقود النمو العالمي، ومن ثم يمكنها هزيمة "التمرد العراقي" في حالة واحدة فقط، وهي وجود مجموعات عراقية نافذة تتعاون مع الولايات المتحدة، ليس انطلاقاً من مصالح شخصية بل من خلال رؤية مستقبلية قائمة على نظام اقتصادي عراقي مرتبط بالولايات المتحدة. لكن يبدو أن "البنتاجون" غير مؤهلة لتطبيق هذا النظام في العراق، أو في أي مكان آخر، فعلى الرغم من الإمبراطورية الواسعة من الموردين الذين يزودون القوات الأميركية بكل شيء تقريباً، فإن هؤلاء الموردين فشلوا في إعادة بناء العراق أو توفير الخدمات الأساسية كالكهرباء مثلاً. الكاتب، وهو خبير اقتصادي روسي مقيم في نيويورك يرى أن ثمة توصية مهمة، وردت في تقرير لجنة "دراسة العراق"، لكن تم تجاهلها، تطالب بخصخصة قطاع النفط العراقي وفتح السوق العراقية للاستثمارات الأجنبية، وهي توصية يجب أن تكون -حسب الكاتب- حجر الزاوية في السياسة الأميركية بالعراق.

وللأسف، فإن اللوبي "الصناعي- العسكري"، في الولايات المتحدة أصبح الآن مرتبطاً من الناحية السياسية بالموردين الأميركيين الذين عقدوا معهم صفقات داخل العراق، وهؤلاء يبدو أن لهم مصلحة في استمرار مذابح بلاد الرافدين. وفي هذه الحالة يأتي النموذج الروسي، حيث نجد أن الهدوء العسكري في الشيشان يتواصل لأن الجيش الفيدرالي الروسي والحكومة الشيشانية يتلقيان ضمن ميزانية الحرب تمويلاً من موسكو.

"الاحتباس الحراري حقيقي":

هكذا عنونت "أساهي تشمبيون" اليابانية افتتاحيتها ليوم أمس الاثنين، مشيرة إلى أن العالم ليس أمامه أي خيار سوى الحد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري. وضمن هذا الإطار لابد من تقليل الانبعاثات الغازية المسببة للظاهرة كغاز ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات المسؤولة عن احترار الأرض... ما تقدم كان محور الرسالة التي وجهها مؤتمر "التغير المناخي" الذي انعقد في العاصمة الفرنسية باريس. وقد صدرت عن المؤتمر أربعة تقارير أحدها يحمل عنوان "التغير المناخي في 2007"، شارك في إعداده كل من المنظمة العالمية للأرصاد الجوية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة. خلاصة التقرير ترجح أن غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الأنشطة البشرية هو المسؤول، منذ منتصف القرن العشرين، عن ارتفاع درجة حرارة الأرض. الصحيفة ترى أن هذا الاستنتاج يتسم بالبساطة الشديدة، خاصة وأن تقريراً سابقاً في الموضوع ذاته صدر عام 2001، تطرق إلى أسباب أخرى معقدة تؤدي إلى الاحتباس الحراري كالتقلبات الشمسية والفورانات البركانية إضافة إلى الأنشطة البشرية، وهذا ما جعل بعض العلماء متمسكين باعتقادهم أن سبب الاحتباس الحراري يعود إلى تغيرات طبيعية، وهو سبب يلجأ إليه عادة العلماء الذين يحاولون إيجاد مبررات أو أعذار حول انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري. غير أن التقرير الأخير الصادر عن مؤتمر "تغير المناخ" استنتج أن الأنشطة البشرية التي بدأت منذ الثورة الصناعية، هي المسؤولة عن احترار الأرض بدرجة تفوق العوامل الطبيعية الأخرى كالتقلبات الشمسية. التقرير تنبأ بأن العالم سيشهد ارتفاعاً في درجات الحرارة بمقدار أربع درجات مقارنة بفترة الثمانينيات والتسعينيات طالما استمر النمو الاقتصادي العالمي على وتيرته وظل العالم معتمداً على النفط والوقود الأحفوري. الآن ازداد تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي عن نسبة تركيزه قبل الثورة الصناعية بـ35%، مما يستوجب تحركاً سريعاً لمواجهة هذا التهديد، وللبحث عن طريقة للعيش لا تؤدي إلى الاحتباس الحراري.