في إطار مناورات جوية وبحرية جديدة، أجرت ايران تجربة ناجحة لنظام دفاعات أرضية روسي الصنع من طراز "تور ام - 1" تسلمته قبل أقل من شهر من موسكو حيث أُعلن أن أمين مجلس الأمن الروسي إيغور إيفانوف، الذي زار ايران قبل أكثر من أسبوع، سيستقبل الممثل الخاص للمرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران آية الله علي خامنئي، وزير الخارجية السابق علي اكبر ولايتي في موسكو اليوم.
وحملت المناورات البحرية اسم "رعد" بينما أطلق اسم "الصاعقة" على المناورات الجوية. وهذه المناورات هي الثانية منذ صدور قرار مجلس الأمن 1737 في 23 كانون الأول 2006.
وأعلن قائد سلاح الجو التابع للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي إجراء "تجربة ناجحة لمنظومة تور أم - 1 للدفاعات الارضية المتطورة جداً في مناورات الصاعقة التي نفذتها الوحدات الصاروخية للقوتين الجوية والبحرية في مياه الخليج الفارسي وبحر عُمان" صباح امس. وأضاف ان "منظومة تور ام - 1 قادرة على استهداف الطائرات الصغيرة وتلك التي تتمتع بقدرة عالية على المناورة وسرعة فائقة وتدمير صواريخ كروز، وفي أقل من ثانية واحدة تكون قادرة على الرصد مرة أخرى والاطلاق المتعدد". وأوضح ان "منظومة تور ام - 1 ترصد أهدافها بالاستفادة من نظام الاشعة الالكتروضوئية وما دون الحمراء وتصيبها بدقة عالية ولديها القدرة على شل الانظمة المضادة للرادارات التي تحرف الصواريخ وتعمل بنجاح في الحرب الالكترونية". وافاد أن مداها يبلغ 12 كيلومتراً يمكن زيادتها إلى 20 كيلومتراً، وهي "تتمتع بالمرونة والسرعة والدقة العالية جداً مع قابلية الرد السريع، ذلك أن كل واحدة منها قادرة على رصد 47 هدفاً والتصويب على ثمانية منها في آن واحد".
وبث التلفزيون الايراني مشاهد لاطلاق الصاروخ في جنوب ايران. وظهر نظام الصواريخ "تور ام - 1" على دبابة مجهزاً بنظام رادار حديث جداً. وأورد ان استخدام هذه الصواريخ يندرج في اطار "تحقيق النظرية الدفاعية للحرس الثوري والتي ترتكز على مبدأ الاستراتيجية العسكرية الرادعة والدفاع المطمئن والهجوم للرد على المعتدين". وأضاف ان "القوة الجوية للحرس الثوري أضافت آلية صاروخية جديدة الى منظومتها للدفاعات الأرضية وذلك لتدعيم بنيتها الدفاعية".
وقال التلفزيون ان هدف المناورات الجوية والبحرية "تعزيز الاستعداد القتالي". وعرض كذلك مشاهد لغواصين يقفزون من طائرات هليكوبتر وسفينة حربية في البحر.
وسلمت روسيا ايران مطلع السنة انظمة الصواريخ من طراز "تور ام - 1" بموجب اتفاق قيمته 700 مليون دولار أبرم في كانون الاول 2005 وينص على تسليم 29 نظاماً من صواريخ أرض-جو "تور ام - 1".

ولايتي

وفي موسكو، أعلن المكتب الاعلامي في مجلس الامن الروسي ان ايفانوف سيلتقي ولايتي اليوم، وأن اجتماعهما يندرج في اطار "الاتصالات المنتظمة بين بلدينا" ويهدف الى "مناقشة مسائل التعاون الثنائي المطروحة حالياً وتلك المدرجة في جدول الاعمال الدولي". وسيجتمع الموفد الايراني بوزير الخارجية الروسي سيرغي ايفانوف ورئيس غرفة التجارة والصناعة الروسية يفغيني بريماكوف الخبير في شؤون الشرق الأوسط.
وزار ايفانوف طهران في 28 كانون الثاني، وأعلن تأييده اقتراح المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بتعليق متزامن لعمليات التخصيب الايرانية وللعقوبات الدولية. وكذلك دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الاول من شباط الى "العمل الحثيث" لتطبيق اقتراح البرادعي.

بيرنز

وكان وكيل وزيرة الخارجية الاميركية للشؤون السياسية نيكولاس بيرنز كرر انه يمكن تسوية النزاع حول برنامج طهران النووي بالطرق الديبلوماسية، ولكن "لننتظر ماذا ستفعل ايران".
ورداً على إعلان طهران تركيب مجموعتين تتألف كل منهما من 164 جهازاً للطرد المركزي في مجمع ناتانز النووي تحت الأرض، قال: "هذه خطوة غير رشيدة من الايرانيين... إنهم في عزلة. لدينا هذا الوضع الاستثنائي الذي اتفقت فيه روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة على عقوبات... وتلك العقوبات سيحين موعد مراجعتها في شباط". واعتبر ان طهران ستزيد عزلتها إذا ركّبت ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي، لأن تلك الخطوة "ستقنع دول العالم بالتكاتف وتوجيه رسالة واحدة إلى الإيرانيين بأن عليهم أن يوقفوا برنامجهم النووي".
وفي جنيف، رفضت جمعية المصارف السويسرية معاقبة الشركات او الافراد الايرانيين الذين يقومون بنشاطات تجارية "مشروعة".

مصادر
النهار (لبنان)