يديعوت أحرونوت

رأى المعلق رون بن يشاي في صحيفة "يديعوت أحرونوت" امس أن العبوات التي زرعها "حزب الله" قرب السياج الحدودي كانت اول اختبار منه لإسرائيل والجيش الاسرائيلي بعد حرب تموز وكتب: "ثمة هدفان لعملية الجرافات الثلاث على الحدود الشمالية: الهدف الاول أمني - سياسي، أما الهدف الثاني فعسكري - تكتيكي. فدخول الجرافات كان هدفه أن نثبت لحزب الله ان اسرائيل لا تتنازل عن سيادتها حتى في المناطق الواقعة ما وراء السياج أي مئات الكيلومترات المربعة الواقعة بين السياج الحدودي والخط الأزرق. بعد الانسحاب من لبنان (عام 2000) تعاملت اسرائيل مع هذه المنطقة بوصفها لا تخضع لسيادتها، وتركت "حزب الله" يتمركز فيها. ولقد قررت حكومة أولمرت عدم تكرار هذه الغلطة، وعدم الانتظار، لأن زرع العبوات كان اختباراً اراده حزب الله لحكومة اسرائيل وجيشها بعد حرب لبنان الثانية. وقرّر الجيش الا يؤخر رده والتحرك بسرعة حاسمة دون تسخين الجبهة. من هنا القرار بادخال ثلاث جرافات الى المنطقة وليس دبابات او مدرعات موجودة في مواقع يمكن تغطيتها بالنيران في حال الحاجة الى التدخل لإنقاذ الجرافات. والتوجه هو نحو اعطاء عمل الجرافات طابعاً محدوداً له علاقة مباشرة بالعبوات وعدم السماح لـ"حزب الله" والجيش اللبناني باظهار ما يحدث كانتهاك اسرائيلي للأراضي اللبنانية.
الهدف العسكري - التكتيكي للجرافات هو القيام بما يسمى في الجيش الكشف، اي الاقرار بتقسيم المنطقة الواقعة بين الخط الأزرق وخط الحدود الدولي والسياج الحدودي. والمقصود هو عدم ابقاء صخور عالية للتمويه على زرع العبوات التي يفترض ان تكون عالية عن الأرض ومغلفة بغطاء من "الفيبر غلاس" على شكل صخرة. أما تفجير العبوة فيتم عن بعد بواسطة سلك كهربائي أو اداة تفجير عن بعد. وحتى لو ظل في الامكان زرع عبوات بعد قيام الجرافات بتسوية الارض، فسيصبح صعباً للغاية اخفاؤها او تمويهها، كما سيصبح صعباً زرع عبوات مموهة تعتبر الأخطر على الاطلاق، وسبق ان حصدت الكثير من الضحايا من الجيش الاسرائيلي. والتقدير ان الأمم المتحدة والجيش اللبناني ليس لديهما ما يقولانه عن الموضوع لأن الجرافات تتحرك ضمن اراض اسرائيلية فقط، لم يستطيعا منع زرع العبوات داخلها. يدل تبادل النار رداً على دخول الجرافات على أمرين: سعي الجيش اللبناني الى الحصول على اعتراف من "حزب الله"، من هنا اتخاذه موقفاً مثيراً للإستغراب يقضي بفتح النار على اسرائيل لدى دخولها منطقة تقع تحت سيادتها وفقاً لقرار الأمم المتحدة. الأمر الثاني: اذا اظهرت دولة اسرائيل وجيشها اصراراً ومثابرة، فالحوداث لن تتكرر ولن تؤدي الى تصعيد. ومع ذلك على اسرائيل السعي الى تبديد سوء الفهم وتحديد الجيوب الواقعة وراء السياج الحدودي في صورة غير قابلة للشك، بحيث لا يضطر الجيش اللبناني الى اظهار اخلاصه لـ"حزب الله"".