الخليج

حماس: الاتفاق لا يعني الاعتراف ب "إسرائيل"

أعلن نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني ان الحكومة الفلسطينية التي ستشارك فتح وحماس في تشكيلها ستكون جاهزة “في اقل من أسبوع” بعد الاتفاق الذي ابرم الخميس بين الحركتين في مكة المكرمة والذي شددت حماس على انه لا يعني اعترافا ب “إسرائيل”.

وقال إسماعيل رضوان المتحدث باسم حماس “إن الاتفاق الذي جرى في مكة المكرمة لا يعني اعترافا بالكيان “الإسرائيلي”. وأوضح “إن حماس شيء وحكومة الوحدة شيء آخر، لكن حكومة الوحدة تستند الى وثيقة الوفاق الوطني (الأسرى) التي لا تعترف بالكيان “الإسرائيلي””. ولم يشر الاتفاق بين الحركتين إلى نقطة الاعتراف ب “إسرائيل”، إلا ان التكليف الرئاسي لتشكيل الحكومة يدعو رئيس الوزراء المكلف إسماعيل هنية إلى احترام الاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية. وقد قبل هنية هذا التكليف الذي جاء “بحسب صيغة قبلت من الطرفين”.

وتضمن بيان التكليف دعوة إلى “احترام قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات التي وقعتها منظمة التحرير”، وبالتالي الاتفاقيات الموقعة مع “إسرائيل”.

وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال للصحافيين الجمعة في مكة المكرمة حيث وقع الاتفاق مع رئيس المكتب السياسي لحركة فتح خالد مشعل برعاية سعودية “ما كنا نتمناه من اتفاق وصلنا إليه بحكومة وحدة وطنية”. وأضاف “نتمنى ان نبدأ صفحة جديدة في فلسطين ولا نعود إلى الأيام السوداء أبدا”.

وقال عمرو أمس في مكة “خلال اقل من أسبوع ننهي التشكيلة الوزارية والآن يجري تداول الأسماء”. قال عمرو إن “نائب رئيس الوزراء سيكون من بين الوزراء الذين ستحظى بهم فتح والرئيس عباس يمكن ان يسمي أحد وزراء فتح الستة نائبا لرئيس الوزراء”. وحول المرشح لمنصب وزير الداخلية، قال عمرو “هناك أسماء طرحتها حركة حماس ويجري تداولها حاليا” بينما يقضي الاتفاق بين الحركتين بان تعين حماس وزيرا مستقلا للداخلية شرط موافقة الرئيس الفلسطيني عليه.

من جهة أخرى، تحدث عمرو عن اتفاق حول القوة التنفيذية الموالية لحركة حماس والتي كان عباس اعتبرها غير شرعية. وأكد في هذا السياق أن القوة “سيتم دمجها في الأجهزة الأمنية بحسب اتفاق كان تم التوصل إليه سابقا”، مشيرا إلى وجود بحث في إمكانية تشكيل مجلس للأمن القومي يشكل مظلة لجميع الأجهزة الأمنية.

وحول الشراكة السياسية بين فتح وحماس، قال عمرو “ستجري محادثات لتحقيق الشراكة السياسية وفق القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية”. ورأى ان “هذا الاتفاق جاء لدوافع شعبية فلسطينية دفعت فتح وحماس للتوصل إلى اتفاق. كان هناك رعب يخيم على الطبقة السياسية الفلسطينية من الانزلاق نحو حرب أهلية”.

وأضاف ان “الفلسطينيين وقياداتهم اثبتوا ان لديهم قدرة على اتخاذ قرارات مهمة بعيدا عن الأجندات الإقليمية المتصارعة”. وتابع “سنعمل معاً على معالجة الآثار المدمرة للاشتباكات الداخلية بما في ذلك تقديم تعويضات للمصابين والجرحى والدخول في أوسع مصالحة وطنية واتخاذ ترتيبات للحيلولة دون العودة لهذه الدوامة المرعبة”.

إلا ان عمرو قال ان التوقعات بفك الحصار الدولي عن الحكومة الفلسطينية “غير عالية”. لكنه أعرب عن اعتقاده بأن “الظروف تهيأت للعمل بشكل افضل لإنهاء الحصار، والسعودية التي وقع الاتفاق على أرضها ستعمل إلى جانبنا لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني”.

في غضون ذلك، أعلنت هيئة رئاسة المجلس التشريعي عن استعدادها للبدء في الإجراءات الدستورية والقانونية للبدء في تشكيل الحكومة الفلسطينية وعرضها على المجلس لنيل الثقة، داعية أبناء الشعب للعودة لروح الاخوة والوطنية والالتفات إلى القضايا الوطنية وأولها التهديد الذي تواجهه مدينة القدس الشريف.

كما رحبت حركة فتح بتوقيع الاتفاق وقدمت شكرها لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لتوقيع اتفاق مكة الذي أنجز وحدة الشعب الفلسطيني وحرمة دمه والذي أسس لشراكة سياسية في مقدمتها حكومة الإنقاذ الوطني.

ورحبت كتلة حماس (التغيير والإصلاح) باتفاق مكة المكرمة مقدمة التهنئة للشعب الفلسطيني على هذا الإنجاز الوطني الذي ساهم في حقن الدماء وأسس لوحدة الصف القادرة على مواجهة المخططات “الإسرائيلية” في هذه المرحلة الحرجة.

وشددت حركة الجهاد الإسلامي على أهمية أن يضمن الاتفاق وقفا لنزيف الدم ورفع الحصار. وقال القيادي في الحركة محمد الهندي “يجب أن تبقى المقاومة على رأس أولوياتنا”.

وأعربت المبادرة الوطنية عن ترحيبها بالاتفاق، وقال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة في بيان له إن هذا الاتفاق يمثل تتويجا ناجحا لجهود كبيرة وحثيثة بذلت على مدار الأشهر الماضية، وأعرب عن أمله في أن يشكل الاتفاق بداية لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني وتحقيق أهدافه الوطنية.

وأيدت لجان المقاومة الشعبية وجناحها العسكري (ألوية الناصر صلاح الدين) هذا الاتفاق مقدمة شكرها لكل من ساهم في تهدئة الخواطر وحصار الفتنة والتهيئة للاتفاق الوحدوي.

كما باركت “كتائب شهداء الأقصى” الجناح العسكري لحركة فتح بكافة قياداتها ومقاتليها ومناصريها اتفاق مكة وأكدت في بيان لها أن كافة عناصرها ملتزمون بالاتفاق.