"الموضوع ليس سياسيا" .. هو بحث في "الصفاقة" التي احتلت مجال "الدبلوماسية"، فأنا لا أرى نيكولاس بيرنز (وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية) صورة لما أعرفه من "الذكور"، أو انه هروب من التصنيف الجنسي الذي أهوى اللجوء إليه ... لكن مصطلح "عصابة الأربعة" الذي استخدمه يدفعني للتفكير من جديد بانني لست موجودة في "عصر العولمة"، أو حتى زمن الوقوف على "وحدة القوى" بدلا من "توازن القوى" الذي ميز الحرب الباردة .. فأنا على ما يبدو دخلت إلى مجال انتهاء اللون والعودة للزمن الأول.

في مصطلح "عصابة الأربع" لم يكن بيرنز يصف سورية وإيران وكوريا وفنزويلا .. بل كان يعتدي عليّ شخصيا لأنني انتمي لزمن العصابات، بعد أن خلت نفسي في عصر تفتح العقل لرؤية العلم الذي يشكل العالم... ربما رأيت هذا الأمر مرارا سواء في احتلال العراق أو حرب تموز، لكنهما كانتا حربان تنقلان صراعا استراتيجيا، وزمن إعادة الاتزان للمفاهيم التي بدأت تتبلور على محاور جديدة .. وإذا استعرت اليوم لغة السياسة، فلأن "عصابة الأربع" تنقلني لزوايا مختلفة لا أجد رابطا فيها إلا رغبتي في رؤية "العصابة" كما عرفتها ماضيا، أو كما أشاهدها اليوم.

أريد التمسك بحرية الخيال في الدخول إلى "العصابة" لأن الصور المرمية أمامي لا تملك سوى ملامح تراثية، أو مستعارة من الغرب الأمريكي الذى انتهى الخيال منه بعد انحسار العصر الذهبي للسينما.. فـ"العصابة" ليست اختلاقا أمريكيا لأنها في النهاية عودة تراثية لعقل "إدارة" بقيت غارقة في التبشير، في وقت أعيش فيه تكسر كل الألوان القديمة.. فاللحظة الماضية هي تراث اليوم ... وحجم المعرفة التي نكسبها تغتال الوقت المتاح للتفكير بالتجارب السريعة والمتلاحقة.

"العصابة" ليست ملامح سياسية لدول لا يجمعها إلا الخلافات حول "الاستراتيجيات" التي تحاول الإدارة الأمريكية صفعنا بها ... فهي اختراق لي على الأقل، أو اغتصاب لرغبتي في إنهاء مصطلحات القرون الوسطى .. وزمن الصراعات مع "الزنادقة" .. فكيف أواجه الحداثة وأنا منتهكة من المواقع التي تحتكر المعرفة.

عذرا من بيرنز لأنه لا يعرف أن المجتمع نسي "ثقافة العصابة"، وهو يريد التفكير من جديد بأن العالم لم يعد يعيش في الماضي، لكنه يرى عودة ثقافة الماضي من "مراكز الأبحاث"، فيواجه تعابير "الغضب السني" و "عصابة الأربعة" وكانه يعيش على أحصنة رعاة البقر .. وحتى يكتمل المشهد البصري لا بد من وجود انثى تدخل في الصراع وتكمل "الحبكة الدرامية"، وهذا ما ينقص "السيناريو" الجديد إلا إذا اعتبرنا "جدلا" أن كونديلزا رايس هي هذه الأنثى!!!!