الديار
انقسامات في الحكومة الاسرائيلية حيال حفريات الأقصى
تواصلت المواجهات في الاراضي الفلسطينية المحتلة لليوم الثاني على التوالي على خلفية مواصلة اسرائيل اعمال الحفر بالقرب من المسجد الاقصى الامر الذي ادى الى انقسامات داخل الحكومة. في غضون ذلك اكدت حركة حماس ان اتفاق مكة لا يلزمها بالاعتراف باسرائيل وسط مخاواسرائيلية من حصول الحركة على الشرعية الدولية.واعلن المستشار السياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية احمد يوسف ان حكومة الوحدة الفلسطينية التي ستتشكل وفقا لاتفاق في مكة المكرمة بين حماس وفتح لن تعترف بإسرائيل.واشار الى ان قضية الاعتراف لم يشار إليها في بيان الحكومة ولن يكون هناك إشارات للاعتراف بإسرائيل مهما كان حجم الضغوط التي ستضعها الولايات المتحدة والرباعية.وقال يوسف إن هنية يأمل أن يجرى تشكيل الحكومة الجديدة قبل اجتماع لجنة الوساطة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط في 21 شباط وحث اللجنة الرباعية على رفع العقوبات المفروضة على الفلسطينيين.وكررت اللجنة الرباعية التي تضم الاتحاد الأوروبي وروسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة الجمعة مطالبها بأن تنبذ أي حكومة فلسطينية العنف وتعترف بإسرائيل وتحترم اتفاقات السلام المؤقتة لكي تحصل على مساعدات غربية.وفي بيان مشترك أرجأت اللجنة الرباعية حكمها حول ما إذا كانت حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة التي ستشكلها حركة فتح وحركة حماس تنفذ مطالبها، على الرغم من دعم فرنسا وروسيا للاتفاق.واكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية خالد مشعل ان حماس «ملتزمة بما جاء في كتاب تكليف الحكومة» الذي ينص على احترام الاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل مؤكدا انها تعتمد «لغة سياسية جديدة».وقال مشعل في مقابلة مع وكالة فرانس برس «نحن ملتزمون بما تم الاتفاق عليه في مكة المكرمة وقبلها في وثيقة الوفاق الوطني للاسرى وان كتاب التكليف للحكومة التي سيكون برنامجها على اساس القواسم المشتركة لكل الفصائل ملتزمون به».واوضح ردا على سؤال «نعم اتفاق مكة لغة سياسية جديدة لحماس» و«احترام الاتفاقيات لغة جديدة لان ذلك ضرورة وطنية ويجب ان نتحدث بلغة تتناسب مع المرحلة وفي اطار رؤية مشتركة مع جميع الفصائل».لكنه اضاف انه «يبقى لكل فصيل قناعاته السياسية». ووصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس امس الى القاهرة حيث سيتلقي الرئيس حسني مبارك، على ما اعلن السفير الفلسطيني في المملكة العربية السعودية جمال الشوبكي.واكد السفير الفلسطيني في عمان عطا الله خيري امس ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتقي على هامش زيارته المرتقبة الى الاردن الرئيس الفلسطيني يوم الثلاثاء المقبل.من جهته، عبر وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان في مقابلة تنشر غدا في المانيا عن خشيته من ان يؤدي «تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية الى منح حماس الشرعية الدولية التي افتقدتها حتى الآن».وقال ليبرمان في مقابلة مع مجلة «در شبيغل» «ما يقلقني هو ان تؤدي حكومة وحدة وطنية فلسطينية الى منح حماس الشرعية الدولية التي افتقدتها حتى الآن، دون ان تعتـرف (الحركة) باسرائيل او تضع حدا لاستراتيجيتها الارهابية ضدنا».واضاف الوزير تعليقا على الاتفاق التي تم التوصل اليه في مكة المكرمة بين حركتي فتح وحماس ان «حكومة وحدة وطنية تضم حركة فتح لا يجوز ان تعطي حماس شيكا على بياض».من جهة ثانية، حذر ليبرمان وهو زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف من ان اسرائيل لن تتردد في شن عملية عسكرية برية على قطاع غزة في حال تم تنفيذ هجوم فلسطيني.بدورها، اكدت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني في ميونيخ ان حركة المقاومة حماس التي توصلت الى اتفاق مع حركة فتح لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، «لا تمثل مصالح الفلسطينيين الوطنية».واضافت «ثمة حاجة الى تمييز فعلي بين المعتدلين والمتطرفين». واضافت ليفني امام مؤتمر الامن في ميونيخ «العالم الحر تحت المراقبة ولا يمكننا ارتكاب الاخطاء في هذه الايام الحساسة. يجب الا تعمينا الرغبة باقامة السلام». واضافت «لا اقول ذلك لاثباط العزيمة لكن ان يكون المرء مسؤولا يعني ان يقر بالواقع».واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية محمد علي حسيني ان ايران ترحب باتفاق مكة. وقال حسيني «اننا نشعر بالارتياح لكون الاتفاق الذي وقع في الآونة الاخيرة يساهم في وضع حد للازمة الداخلية»، مشيدا بان «التوجه الرئيسي لهذا الاتفاق يهدف الى قطع الطريق امام المؤامرات والتدخلات الاميركية والصهيونية».وزرعت الخشية من حصول تصعيد في اعمال العنف والاحتجاج في العالم الاسلامي والتي اثارتها اشغال تجريها اسرائيل قرب المسجد الاقصى، امس الانقسام داخل الحكومة الاسرائيلية غداة صدامات في القدس.فاختلاف الاراء حول التكتيك الذي ينبغي اعتماده، عبر عنه وزير الامن الداخلي آفي ديشتر ونائب وزير الدفاع افرائيم سنيه المقرب من وزير الدفاع عمير بيريتس الذي طلب تعليق الاشغال.وقال ديشتر في تصريح للاذاعة الاسرائيلية العامة «الرصيف المؤدي الى باب المغاربة هو خارج جبل الهيكل (الحرم القدسي) وليس من سبب للاذعان لحملة تشنها حفنة من المتطرفين في الحركة الاسلامية تريد التسبب باعمال عنف».واكد ديشتر وهو رئيس سابق للشين بيت (جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي) «لن تحصل انتفاضة ثالثة بسبب هذه الاعمال الضرورية».واوضح ديشتر ان الاعمال «ستستمر لاكثر من عام لانه حتى الان نحن في مرحلة التنقيب عن الاثار في الموقع قبل بدء اعمال البناء».واعلن الوزير كذلك الابقاء على الاجراءات الامنية الكثيفة التي اتخذت في الايام الاخيرة. في المقابل، اقترح افرائيم سنيه «التفكير مجددا في هذا الملف حتى لو كنا على حق من وجهة النظر القانونية والاثرية». واضاف نائب وزير الدفاع العضو في حزب العمل مثل عمير بيريتس «لا يمكننا كسب الحرب ضد المتطرفين الاسلاميين الا بدعم من المعتدلين. لذا علينا الك بذكاء».وذهبت الولايات المتحدة في الاتجاه نفسه داعية الى الحذر واخذ «حساسيات» الموقع في الاعتبار. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية توم كايسي «عندما تجرى انشطة على مقربة من اماكن لها حساسيتها فاننا نأمل بالتأكيد اخذ هذه الحساسيات في الاعتبار وان تسير الامور بطريقة لا تشعل توترات او تسبب مشاكل».ونددت الجامعة العربية امس بـ «الاعمال الاجرامية والتخريبية» التي تقوم بها اسرائيل ضد المسجد الاقصى ودعت الى عقد اجتماع عاجل لمجلس الامن لوقف هذه «الانتهاكات الخطيرة».وجاء في بيان صدر اثر اجتماع غير عادي لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين ان «المجلس اذ يندد بما تقوم به سلطات الاحتلال الاسرائيلي من اعمال اجرامية وتخريبية ضد المسجد الاقصى المبارك ومحيطه... يحذر من مغبة استمرار العدوان الاسرائيلي الصارخ على اهم المقدساتلاسلامية». في هذا الوقت، اعتقلت الشرطة الاسرائيلية امس نحو 40 فلسطينيا في القدس والضفة الغربية كانوا يشاركون في تظاهرات ضد الحفريات التي تجريها اسرائيل في محيط المسجد الاقصى، على ما اعلن الجيش والشرطة الاسرائيلية.واوقف الجيش الاسرائيلي نحو ثلاثين فلسطينيا كانوا يتظاهرون في بيت لحم ويرشقون بالحجارة قبر راحيل، وهو مكان مقدس لدى اليهود يقع في جيب يخضع للسيطرة الاسرائيلية، حسبما اعلن متحدث عسكري.كما اعتقلت الشرطة الاسرائيلية في القدس الشرقية ستة فلسطينيين من عشرات المتظاهرين الذين تجمعوا في منطقة محطة الحافلات القديمة بالقرب من باب دمشق.ورشق فلسطينيون بالحجارة مركزا للشرطة يقع في راس العامود في القدس وحافلة كانت تنقل سياحا كنديين الى جبل الزيتون دون ان يسفر عن سقوط جرحى، بحسب المصادر ذاتها.كذلك تظاهر فلسطينيون في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية. وقال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي «حصلت اعمال شغب بالقرب من المدينة القديمة شارك فيها عشرات الاشخاص، وقد تم تفريقهم».واصيب شابان فلسطينيان برصاص الجيش الاسرائيلي، خلال مواجهات وقعت عصر امس، بين مجموعة من الشبان والجيش الاسرائيلي في مخيم قلنديا بالقرب من الحاجز الاسرائيلي الذي يفصل مدينة القدس عن الضفة الغربية كما افادت مصادر طبية فلسطينية.وتوعدت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي، امس بـ «رد مزلزل» على اعمال الحفر التي تقوم بها اسرائيل على مقربة من المسجد الاقصى.وكانت صدامات عنيفة اندلعت يوم الجمعة عند باحة المسجد الاقصى في القدس بعد صلاة الجمعة اوقعت 35 جريحا.وقالت مصادر فلسطينية واسرائيلية ان 35 شخصا هم 20 فلسطينيا و15 من عناصر الشرطة الاسرائيلية اصيبوا بجروح اصابات معظمهم طفيفة. وقال شهود عيان ان مئات من عناصر الشرطة يعتمرون خوذات ويحملون دروعا دخلوا باحة المسجد الاقصى فور انتهاء صلاة الجمعة واطلقوا قنابل صوتية وقنابل مسيلة للدموع لتفريق محتجين بدأوا برشق الحجارة.واحتمى العديد من المصلين من الطلقات والغاز المسيل للدموع داخل المسجد في حين احتمت النساء بقبة الصخرة وسط صيحات الهلع. ثم غادر المصلون باحة المسجد بلا مشاكل عقب تفاهم حصل بين الشرطة وممثلي هيئة الوقف الاسلامي.وقال مفتي القدس الشيخ محمد حسين «قبل الاسرائيليون التراجع وتفرق المصلون الذين كانوا عالقين» منددا «بالـعدوان السافر ضد الاقصــى والمصــلين».وتم اعتقال 17 فلسطينيا اشتبهت الشرطة الاسرائيلية في مشاركتهم في التسبب في العنف، بحسب المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفلد الذي اكد ان «الشرطة تسيطر تماما على الوضع».