الوطن القطرية / محمد ظروف

ما الذي يمنع اللبنانيون من أن يصلوا الى اتفاق شامل فيمن بينهم لحل كل الخلافات والمشكلات التي تعصف بهم وبوطنهم كما فعل الفلسطينيون عبر اتفاق مكة؟ ولماذا لا تبادر السعودية ودول عربية اخرى الى رعاية واحتضان حوار لبناني ــ لبناني وممارسة الضغوط المختلفة حتى يتم التوصل الى اتفاق شامل ونهائي يضع حدا لهذه الازمة التي تلحق الضرر بالجميع؟

إن قيمة اتفاق مكة تكمن اصلا في مدى قدرة الاطراف العربية على توسيع دائرته ليشمل كل الازمات والملفات الاخرى في المنطقة ! ذلك ان هناك اكثر من أي طرف عربي قد ساهم في بلورة وتهيئة الاجواء امام تفاهم واتفاق خالد مشعل ومحمود عباس على صيغة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية ونبذ وتحريم العنف بين الفصائل الفلسطينية وبالتالي فان المطلوب بعد ان يتم الاتزام بتنفيذ بنود هذا الاتفاق الى التحرك عربيا من أجل حل الازمة اللبنانية !

وإذا كان هناك من يجادل بأن الأزمة اللبنانية هي أكثر تعقيدا وخطورة من الأزمة الفلسطينية باعتبار ان اميركا تبدو ــ كطرف مباشر ــ فيها فان معطيات وتعقيدات الازمة الفلسطينية هي أكبر وأخطر من كل الأزمات الاخرى حتى الوضع اللبناني، خاصة ان الأمر هو على تماس مباشر مع اسرائيل ومصالحها وأمنها وعلاقتها مع الولايات المتحدة.

إن اتفاق الفلسطينيين في مكة يفترض فيه ان يشجع اللبنانيين على التحرك للوصول الى اتفاق مماثل أي تشكيل حكومة وحدة وطنية وان بحثوا قراءة الرسالة الاقليمية والدولية التي تقف وراء هذا الاتفاق! إذ لا يجوز اغفال التأكيد بأن الرياض لا بد ان تكون قد حصلت على دعم أميركي مسبق للقيام بهذا التحرك الذي اسفر عن اتفاق مكة، الأمر الذي يؤكد أن هناك مرحلة تصالحية في المنطقة قد بدأت بالفعل وعلى الاطراف المعنية ان تفهم ابعاد هذا التغيير الذي جاء في اعقاب فشل المشروع الاميركي في العراق !