لسنا بحاجة لملصقات تغطي بعض "المحلات التجارية" حتى يحذرنا البعض من "التشبه بالغرب" .. فالعشق عادة مدنية، تعودت عليها منذ الولادة ... وأنا أعرف أن "الفسق والفجور والعصيان" مصطلحات ستلازمني طالما أن العشق هو اللون الذي أتلفح به من برود العواطف، أو هجرة الحماس إلى جغرافية خارج الوطن الذي "أعشقه".

لست بحاجة لتلميحات "المنابر" لأنني أكرر ما حفظته من نزار قباني فـ"العالم عشق فاتحدوا يا أهل العشق"، وأنا واثقة من أن "أبو لهب" مازال يتربع فوق ما نسميه "الشرق"، لكنني أعرفه مساحة من "تطرف العواطف" ومن استحالة أجساد النساء إلى برق يحيل السكون ضجيجا لا يعرفه إلا من أدمن دمشق، أو من اشتاق لرائحة العواصم الباقية بفضل عاصفة الحب التي تلفها.

ربما لم يفاجئني أن "ينبع" التراث في يوم عيد الحب، لكن الذي أدهشني البرود الذي اجتاحني لهذا التحدي الدائم، أو لنزعة الدونية تجاه "الغرب" الذي نحاول التحذير من التشبه به في كل لحظة، وكأنه قدر نريد الهروب منه.

في عيد الحب تعددت أنواع "الصرخات" ... من السياسيين إلى أصحاب العمائم ... ورغم اختلاف الموضوعات لكن الصراخ واحد ... والنعيق بطبعه جبان لا يملك سوى قوة الصوت، أو سطوة الحشد وإعلان الحرب على الحب أو على الصورة الرمزية للوطن. ولأنني بدأت أتململ من سرعة الحدث السياسي، فإن "صراخ" السياسيين لا يعنيني حتى ولو احتشد مئات الآلاف أمامهم في ذكرى اغتيال الحريري ... فأنا أعرف أن الاغتيال مهما كان نوعه، أو أيا من الأشخاص استهدف هو قتل لأي مساحة حب أو حوار أو بسمة.

لا فرق بين التراثيين والسياسيين في عيد الحب ... لأنهم متفقون على اغتيال أية ومضة عشق لوطن أو أنثى.