ذكرت مجلة «نيوزويك« أمس الأول ان مسؤولين في البيت الابيض يسعون الى استفزاز ايران لدفعها الى القيام بتحركات يمكن ان تستخدمها الولايات المتحدة ذريعة لهجوم عليها. وقالت المديرة السابقة لايران وشؤون الخليج في مجلس الامن القومي هيلاري مان، للمجلة «انهم يسعون لان يكونوا استفزازيين الى اقصى حد ممكن ويجعلوا الايرانيين

يفعلون شيئا ما يمكن ان تضطر (واشنطن) للرد عليه«. ومن جانبه اعتبر الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في مقابلة مع محطة «اي بي سي« التلفزيونية الامريكية أمس ان احتمال شن هجوم امريكي على ايران «ضعيف جدا«. وردا على سؤال حول ما اذا كان يخاف من هجوم امريكي على بلاده، قال احمدي نجاد «اخاف؟ لماذا اخاف؟ اولا هذا الاحتمال ضعيف جدا«. الا انه اضاف «لقد اوضح شعبنا ان اي شخص يريد ان يهاجم بلادنا سيلقى عقابا شديدا«.

ومن جانبهم اعرب عدد من الديمقراطيين الامريكيين البارزين عن تشككهم في مزاعم الحكومة الامريكية بان ايران ترسل اسلحة سرا الى المسلحين في العراق، مؤكدين ان افضل طريقة لحل هذه المسألة تكون من خلال المفاوضات وليس المواجهة مع ايران. وجاءت هذه التصريحات في اعقاب مؤتمر صحفي في بغداد اكد فيه مسؤولون امريكيون بارزون ان قنابل ايرانية الصنع قتلت 170 جنديا امريكيا ومن قوات التحالف منذ يونيو 2004 واصابت 620 اخرين بجروح. وجرى خلال المؤتمر الصحفي تزويد الصحفيين باقراص مدمجة تضم صورا لاسلحة ومتفجرات قالوا انها ايرانية الصنع ضبطت في العراق مثل صاروخ جو ارض من طراز «ميثاق« وقذائف هاون مصنوعة اواخر عام .2006

إلا ان هذه التصريحات جاءت بعد اقل من اسبوع من اصدار المفتش العام في الكونجرس توماس جيمبل تقريرا قال فيه ان مساعد وزيرة الخارجية دوجلاس فيث قدم تقارير استخباراتية «غير ملائمة« تربط ما بين الرئيس العراقي السابق صدام حسين وتنظيم القاعدة لتبرير الحرب على العراق. وقال العديد من اعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين يوم الاحد ان المعلومات بشأن ايران تثير الشكوك في الدوافع الحقيقية لادارة الرئيس الامريكي جورج بوش. وقال كريستوفر دود عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي الذي اعرب عن رغبته في الترشح للرئاسة الامريكية «انظر الى هذه المعلومات بدرجة من الشك نظرا إلى التقارير التي زودتنا بها هذه العمليات الاستخباراتية في السابق«.

وصرح دود لشبكة تلفزيون «سي بي اس« انه لا يشك في ان ايران تلعب دورا في التطورات الحالية في العراق، الا انه يعتقد انه يجب حل هذه المسألة من خلال المبادرات الدبلوماسية. وقال «يبدو لي ان الوضع يسير الى الأسوأ الا اذا دخلنا معهم في حوار حول العديد من المسائل بما فيها هذه المسألة«. ومن جهته اعرب السناتور جون كيري المرشح السابق للرئاسة الامريكية عن الحزب الديمقراطي عن رأي مشابه، رغم اقراره بانه لا يشك في وجود «محرضين وعملاء ايرانيين في العراق«. وقال كيري لشبكة «اي بي سي« انه يجب الدخول في حوار دبلوماسي مع ايران بدلا من الدخول في مواجهة معها.

واضاف «ان كل زعيم في المنطقة وكل مراقب وخبير هنا في هذا البلد يقول لنا ان ايران لا ترغب في انفجار تام في العراق«. واكد كيري ان «ادلة« الادارة الامريكية الجديدة حول التدخل الايراني ستواجه «تشككا من الكونجرس نظرا إلى التجربة الاخيرة في العراق«.