بحث رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني أمس مع المسؤولين السوريين العلاقات الثنائية، وأوضاع اللاجئين العراقيين في دمشق، حيث أكد وزير الداخلية السوري أن الإجراءات التي بدأت الوزارة بتطبيقها مؤخرا تهدف لتنظيم امور هؤلاء الوافدين فيما يخص اقامتهم واحصاء اعدادهم بدقة منوهاً بأنه لم يتخذ اى اجراء قسرى بحقهم، وهو الأمر الذي أبدى المشهداني تفهماً له، حيث عبر عن تقديره واحترامه الكبير لسورية لاحتضانها الجزء الاكبر من الوافدين العراقيين.

وكان المشهداني وصل دمشق أمس في زيارة قال عنها إنها تهدف إلى " البحث مع المسؤولين السوريين في آخر التطورات والمستجدات السياسية والدولية وتداعياتها على المنطقة العربية.

وقال رئيس مجلس الشعب السوري الدكتور محمود الأبرش إن زيارة المشهداني "تأتي في اطار التنسيق العام ووضع آلية لضبط توافد الأخوة المهجرين العراقيين إلى سورية ليكون وضعهم طبيعياً ونظامياً ولمعرفة أعدادهم بدقة ".

وعقد المشهداني اليوم لقاءات مع نظيره الأبرش، ووزيري الخارجية وليد المعلم، والداخلية اللواء بسام عبد المجيد.

وقالت وكالة الأنباء السورية سانا إن لقاء المعلم ـ المشهداني تناول اوضاع الضيوف العراقيين المقيمين فى سورية فى اطار الجهود التى تبذلها سورية لمساعدة الشعب العراقى.

ونقلت سانا عن المعلم حرص سورية على اقامة افضل العلاقات مع العراق مشددا على دعم وحدة العراق وسيادته واستقلاله وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية وبناء الجيش العراقى على اسس وطنية وجدولة انسحاب القوات الاجنبية منه.

من جهته اعرب المشهدانى عن حرص العراق على توطيد العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين مؤكدا على ضرورة وضع ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس /الطالبانى/ الى دمشق موضع التنفيذ.

كما استعرض اللواء بسام عبد المجيد وزير الداخلية مع الدكتور المشهدانى " الخطوات اللازمة لتفعيل التنسيق والتعاون ووضع الاليات المناسبة التى من شأنها ضبط وتنظيم امور اقامة الاشقاء العراقيين الوافدين الى سورية وفق الانظمة والقوانين المعمول بها فى هذا المجال " وفق ما ذكرت سانا التي أضافت أن اللواء عبد المجيد بيَّن ان الاجراءات التى بدأت وزارة الداخلية بتطبيقها مؤخرا فيما يخص هؤلاء الوافدين تهدف لتنظيم امور اقامتهم واحصاء اعدادهم بدقة خاصة بعد تدفق مئات الالاف منهم الى سورية نتيجة الغزو الاميركى للعراق مؤكدا انه لم يتخذ اى اجراء قسرى بحقهم بالرغم من الاعباء الاقتصادية والاجتماعية والامنية التى نجمت عن وجودهم فى سورية وانما تم الطلب اليهم تقديم طلبات اقامة نظامية على مبدأ المعاملة بالمثل وضمن اطار الانظمة والقوانين المطبقة على جميع الاشقاء العرب الوافدين اليها .

واضاف الوزير عبد المجيد: ان سورية تعامل الاشقاء العراقيين من الوافدين اليها والمقيمين فيها معاملة لائقة وتعتبرهم ضيوفا اعزاء وانه بامكانهم الدخول اليها كأى مواطن عربى اخر على ان يتقدموا بطلبات اقامة نظامية خلال المهلة المحددة من تاريخ دخولهم مجددا التأكيد على انه لن يتم ترحيل احد من العراقيين الا لمن تثبت مخالفته للانظمة والتعليمات النافذة المعمول بها ولمن يرتكب افعالا يعاقب عليها القانون فى سورية .

من جانبه، اعرب المشهدانى عن تقديره واحترامه الكبير لسورية لاحتضانها الجزء الاكبر من الوافدين العراقيين وللجهود التى تبذلها للتخفيف عن معاناتهم من خلال المعاملة الاخوية التى يلقونها فيها مؤكداً تفهمه لضرورة الاجراءات الاحصائية والتنظيمية التى تقوم بها الوزارة لتنظيم امور اقامتهم فى سورية .

وأبدى رئيس مجلس النواب العراقي تفهمه لموقف سورية وقال: نحن نشعر بما يقلقها ونحن ندين لكم بالعرفان للمواقف التى ابديتموها لاحتضان اشقائكم العراقيين ونشكر لسورية هذا الموقف النبيل الذى يمثل جزءا من قيمها وكرمها تجاه كافة اشقائها العرب .

بدوره أكد رئيس مجلس الشعب السوري محمود الابرش خلال اللقاء مع المشهداني حرص بلاده على وحدة وسيادة العراق وتحقيق الامن والاستقرار فيه .

وقال ان سورية حريصة على الاخوة العراقيين الموجودين داخل سورية وهناك اجراءات لضبط وتنظيم عملية وجود هؤلاء العراقيين وهى تصب فى مصلحة سورية والعراق معا .

وجدد رئيس مجلس الشعب تأكيده ان سورية كانت ومازالت تقف ضد الارهاب لانها عانت منه وانها تعمل ما فى وسعها لمساعدة الاشقاء العراقيين وضبط الحدود لافتا الى ان سورية طلبت سابقا من الولايات المتحدة الاميركية المساعدة فى مراقبة الحدود ولكنها لم تستجب .

من جانبه وصف المشهدانى احتضان سورية للعراقيين بالعمل التاريخى المشرف الذي يعكس موقف سورية المبدئى الدائم تجاه اشقائها بالوقوف معهم ايام الشدة، معرباً عن أمله فى ايجاد الية مناسبة لاقامة العراقيين وحل المشاكل القائمة جراء توافد اعداد هائلة الى سورية اثقلت كاهلها.

واكد المشهداني ان البرلمان العراقى يسعى لتحقيق سيادة العراق كاملا غير منقوصة ولتفعيل العلاقات مع الدول العربية والمجاورة وتوجهها بشكل سليم بعد زوال الاحتلال عن الاراضى العراقية .. وقال .. ان زيارتنا الى سورية هى رد حقيقى على بعض التصريحات والاتهامات وعلى من يساوم على موقف سورية المبدئى والثابت .

واضاف الدكتور المشهدانى ان احتضان سورية لمئات الالاف من العراقيين يدحض كل مقولة هدفها التشويش على سورية ودورها العربى والاقليمى .

وفى تصريح للصحفيين عقب اللقاء، جدد الدكتور /الابرش / تأكيده ان سورية تتخذ اجراءات لضبط وتنظيم اقامة الاشقاء العراقيين فى سورية بسبب تضارب الارقام الاحصائية وقال ..هذا وضع طبيعى لمصلحتنا ومصلحة العراقيين الموجودين فى سورية وهو ليس تصعيدا ولا ازعاجا ولا ابعادا للاخوة العراقيين منتقدا الذين يضعون الامر فى قالب تصعيدى .

من جانبه اكد الدكتور / المشهدانى / ان الحكومة العراقية ستتعاون تعاونا وثيقا مع الحكومة السورية الشقيقة من اجل حل اى اشكال يمكن ان يقع فى المستقبل مثمنا الصبر العظيم لسورية التى حملت هما كبيرا عن كاهل العراق فى احتضانها لهذا الكم الهائل من العراقيين.

وقال.. نحن نتفهم الظروف والمشاكل الامنية التى تحدث بسبب وجود عدد هائل من العراقيين فى سورية ولو كان هذا العدد داخل العراق لخلق مشكلة حقيقية للعراق ولاجهزتها لاننا لا نستطيع ان نؤمن لهم الامن الداخلى فى العراق الان وقد استملنا رسالة مطمئنة بان العملية تنظيمية وليس لها اى بعد اخر واضاف العراق الان تحت ضغط امنى شديد من قبل دول متكبرة ونأمل بعد ضبط الامن ان تكون على مسافة اقرب من السيادة الكاملة وبعد الانتهاء من ملفاتنا الشائكة ستكون سورية الشقيقة الشريك الاكبر على الصعد الامنية او الوطنية او الاقتصادية ونحن نسعى لخير سورية وشعبها.

وقال الدكتور المشهداني ان التصريحات التى تصدر احيانا ضد سورية من العراق لا تعكس وجهة نظر القوة الفاعلة فى العراق وما هى الا زوبعة فى فنجان.

مصادر
سورية الغد (دمشق)