هآرتس

إنتقدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها أمس المواقف الأخيرة لرئيس الحكومة ايهود أولمرت امام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست والتي رفض فيها اي نقاش للمشكلات الاساسية المتصلة بالاتفاق الدائم مع الفلسطينيين وكتبت: "بدلاً من المجيء الى القمة الثلاثية مع ابو مازن وكوندوليزا رايس الاسبوع المقبل بروح ايجابية، وبدلاً من العودة الى التعهدات التي أطلقها قبل وقت قليل في "سديه بوكر" وتعهد فيها الانسحاب من معظم مناطق الضفة الغربية في مقابل اتفاق سلام، قرر رئيس الحكومة مسبقاً اعلان الأمور التي ليس مستعداً للقيام بها. فأمام لجنة الخارجية والأمن في الكنيست، قال ان المحادثات لن تتناول المشكلات الاساسية المتصلة بالإتفاق الدائم، فلن يجري تناول موضوع القدس ولا اللاجئين، ولا الانسحاب الى حدود 1967.اما سبب هذه اللاءات الثلاث فيعود الى رغبته في تجنب طرح موضوعات خلافية قد تتسبب بأزمة.
في 19 حزيران 1967 ، وفور الانتصار على الدول العربية واحتلال المناطق، أعلنت الحكومة الاسرائيلية آنذاك أنها مستعدة للإنسحاب من سيناء ومن هضبة الجولان في مقابل السلام. رفضت الدول العربية ذلك رفضاً قاطعاً في القمة التي عقدت في الخرطوم.
ومنذ ذلك الحين لم تتغير الشروط من اجل التوصل الى السلام، وليس هناك من لا يعرف أنه في مقابل السلام ستنسحب اسرائيل الى أقرب نقطة من الخط الأخضر، واي تبديل يطرأ على خط الحدود الدولية يجب أن ينال موافقة الطرفين. من هنا فكل تمسك بالصيغ السلبية لا يعدو كونه نوعاً من المماحكة. في استطاعتنا ان ننظر الى تصريحات أولمرت بوصفها تكتيكاً ذكياً للتفاوض، حيث من المفترض عدم تقديم تنازلات في بداية المفاوضات وانما في نهايتها فقط، ولكن عندما يكون المقصود مفاوضات مستمرة منذ ثلاثة اعوام فلا جدوى من هذا التكتيك.... ان اجتماعات القمة ليست هي الهدف، وانما هي اداة لتحقيق هدف. واذا كانت حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية فرصة لخلق اتصال سياسي فعلينا ان نعطيها مضموناً ايجابياً. منذ اللحظة التي تخلت فيها الدولة الاسرائيلية عن خيار الانسحاب من طرف واحد والعودة الى المفاوضات للتوصل الى اتفاق، ومنذ اللحظة التي توصلت فيها كل الفئات السياسية الى الاستنتاج أن قيام دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل هو الخيار الوحيد، لم يبق ما نتحدث عنه غير سبل التنفيذ. الحكومات تأتي وتذهب سواء في الجانب الاسرائيلي أو الفلسطيني، والحل يبقى الحل. ان تعهد اولمرت عدم الانسحاب الى حدود 1967 وعدم مناقشة مستقبل القدس يجعلنا نتساءل ما الفارق بين حكومة برئاسته وحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو.
في الوقت الذي يتحدث فيه الفلسطينيون مجددا عن التفاوض مع اسرائيل مع لقاء القمة المرتقب، ويقول ابو مازن انه سيتحدث عن مسائل تتصل بالتسوية الدائمة؛ يتحدث الجانب الاسرائيلي عن مفاوضات نظرية فقط، ويستخدم ممثلو الحكومة مصطلح "افق سياسي" للتخفيف من التوقعات (... )"