أرصد اللحظات، وأتنفس عبير التجربة التي لم تتركني وحيدة في أجواء الصخب الذي عاصرته.. فأنا والتجربة أكثر من عاشقين ترسمهما الرواية في عقل مراهق... ففي التفاصيل كنت أفكر أن من حولي قادرون على رسم انطباع نهائي، لكنني أبقى أفتش عن عمق من حولي، وعن المساحات المفقودة في وجوه الذكور، أو حتى عن الألوان المخبئة في نظرات النساء.

في تجربة الأنثى أكثر من مغامرة وجرأة... فعندما تحذرنا الأمهات من التجارب فلأنهن لم يحاولن تلمس المعرفة، رغم أن حواء، مع إيماني بعدم وجودها، قدمت المعرفة لآدم ... هذه المعرفة لا تحدث إلا بالتجربة التي تتجرؤ الأنثى على خوضها، وإلا اصبحت العلاقات البشرية إما اغتصابا أو انتظارا ليوم واحد يلخصه الزواج بكل ما يحمله من تعاليم تراثية تحاول أن تعفينا من التجربة...

بعد الزواج هناك "نمطية" الحياة بلا تجربة ... أو بلا ألوان تتراشق من حولنا لندرك أن عنفوان الدنيا يمكن أن يقدم لنا صورا تسعدنا وتدفعنا لمزيد من التجربة ... فنحرر بعضنا من "الإثم" الذي يفرض "الشيطان".. "كلما اختلى رجل بامرأة"، ليصبح "الاختلاط" ابداعا بدلا من ترصد جنسي، ولتصبح خطوط الحياة أعرض... فنفهم لماذا نستطيع رؤية بعضنا بحرية تجعل الدنيا ترقص طربا.

ما أفهمه من "أعياد الحب" أكثر من يوم يمضي، أو ذاكرة تشتعل ... وما أعرفه أنني كونت تجارب متراكمة حتى استطعت التحرر، أو تحرير البعض، من "نمطية اللقاءات" التي تجعل علاقاتنا محكومات ببرتوكول خاص، أو تفرض "شيطانا" دائما يتسلط على تفكيرنا إذا أردنا تكوين صداقات...

في التجربة أكثر من حياة .. لأنها معبر الحرية للجميع ... فإذا ما أحس البعض أنني أكسر المألوف فلأنني لا أملك هذا المألوف، بل أحاول رسم قواعد ربما تتبدل بعد أيام أو لحظات على ايقاع التجربة...

لا أملك صورة مسبقة لنفسي .. أو للآخرين لأنني أريد رسم الحياة في علاقات تظهر تلقائيا ثم ترسم على وجهي آثار اللون الذي يجعل الجميع يعرفني بمجرد النظر إلي....