لقد صار بعيداً الآن الزمن الذي أثار فيه المونسينيور جان- ماري لوستيجيه , آرشوفيك باريز المرتد عن اليهودية نزاعات هوجاء في إسرائيل . فبعد زيارة جان بول الثاني إلى القدس في آذار سنة 2000 , حدث تحول كبير . لقد استقبل المونسينيور اندرية الثالث والعشرون , مساعد الكاردينال لوستيجية في باريز , استقبل في يوم الاثنين 12 شباط في تل أبيب , مع التشريفات , من فبل الحكومة الإسرائيلية . وفي سابقة لم تحصل من قبل , قاد في إسرائيل ولمدة أربع أيام , 600 حاج كاثوليكي فرنسي .

كيف يمكن التوفيق بين الأخلاق والأمن ؟ حول هذه المسألة وفي قلب المتناقضات الإسرائيلية , تناقش آرشوفيك باريز , الاثنين مساء , مع شلومو أمار , الحاخام الأول الإسرائيلي, وأيزاك هيرزوغ , وزير السياحة . أعاد المونسينيور الثالث والعشرون التأكيد على موقف الكنيسة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني : " إن الأساس الأوحد للأمن هو احترام العدالة . فبدونها , لا وجود للسلام , وبدون سلام , لاوجود للأمن . وأصرّ على القول : " إذا لم يكن للأديان وصفات سياسية لتقديمها , فإن واجبها التذكير بأن " احترام الحق ينطبق على كل شعب , صديقاً كان أم عدواً ."

جاءت المفاجأة الكبرى من الحاخام الأول , المعتاد على العبارات المنمقة , ولكنه لم يخش هذه المرة , في مدرج يجمع حوالي ألف شخص , من القول أن إسرائيل يجب ألاّ " تفقد عقلها في سبيل أمنها " . فحسب رأيه هناك " إعادة توازن دقيق " يجب العمل عليه . " والآخرين أيضاً محتاجون للأمن والحياة والوجود .

إن الحوار بين الكنيسة وإسرائيل والذي كان يميل دوماً إلى العطالة , شهد في نل أبيب دفعة جديدة . أمام صحفيين فرنسيين وإسرائيليين , أعلن أرشوفيك باريز أن الحوار بين المسيحيين واليهود , رغم تردده , " يمر بالضرورة عبر إسرائيل " . وطلب من كاثوليك فرنسا أن يقفوا إلى جانب مواطنيهم اليهود " الذين يشعرون أنهم يعيشون جوا معادياً للسامية " .

عبارة حق

لقد تمتع رئيس الكونغرس اليهودي العالمي , الحاخام الأكبر الأمريكي إسرائيل سينغر بهذا التطبيع للحوار وأعلن :" هذا ليس حواراً ديبلوماسياً بعبارات منمقة , إننا نتبادل عبارات عن الحقيقة , وتشمل أفكار الحرام والأخلاق والأمن . . الكنيسة هي شريكنا الأوحد المثالي في العالم المتدين " .

ويبقى أن هذه الزيارة أثارت النقمة في المجتمعات المسيحية , الفلسطينية سابقاً , لإسرائيل . ولقد نظمها ونفذها بالكامل الوزير الإسرائيلي للسياحة والذي ينوي إعادة إحياء رحلات الحج الفرنسية . وتسمع من الكاثوليك المحليين عبارة :" رحلة باتجاه واحد , شديدة التعاسة في ظل البؤس الحالي للشعب الفلسطيني " . وقد كان المنظمون قد صححوا على عجل مسار الحج الذي كان سيقود إلى الحي اللاتيني للقدس والمجمعات الدينية وقضائي بيت جالا وبيت ساحور التابعين لبيت لحم .