قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال اجتماعه أمس في طهران مع نظيره الإيراني محمود أحمدي نجاد إن اميركا تعمل عبر سياسة اثارة الفرقة بين الاخوة المسلمين على تمرير سياساتها في المنطقة، فيما حذر نجاد من المخططات الاميركيه الجديده لاثاره الفرقه والفتنه بين القوميات والمذاهب الاسلاميه.

وكان الرئيس الأسد وصل إلى طهران أمس على رأس وفد رسمي رفيع المستوى في زيارة رسمية إيران تستمر يومين.

ويرافق الأسد في زيارته نائبه فاروق الشرع، ووزير الخارجية وليد المعلم ومعاون نائب رئيس الجمهورية محمد ناصيف، ومعاون وزير الخارجية أحمد عرنوس.

ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن الرئيسين الأسد ونجاد تأكيدهما دعم للعملية السياسية الجارية فى العراق وضرورة مشاركة مكونات الشعب العراقى كافة فيها ونبذ الفتنة حفاظا على وحدة العراق الوطنية وهويته العربية والاسلامية.

ورحب الرئيسان خلال اجتماعهما باتفاق مكة المكرمة لتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وشددا على أهمية وحدة الصف الفلسطيني.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الأسد اعتباره أن المشاريع الاميركية في المنطقة فاشلة وقال، ان اميركا وإثر هذه الاحباطات تسعي لخلق تحديات جديدة في المنطقة لذا فانها تطرح كل يوم اتهامات جديدة ولا اساس لها ضد ايران وسورية.

وتتهم الولايات المتحدة دمشق وطهران بالتدخل في شؤون المنطقة، الا ان العاصمتين تنفيان ذلك بشدة.

وتتهم واشنطن البلدين بالعمل على زعزعة الامن في العراق من خلال دعم "المتمردين" و"السماح للمسلحين بعبور حدودهما الى العراق".

كما يتهم البلدان بالتدخل بالشأن اللبناني، وتزويد حزب الله بالسلاح.

ويتركز الخلاف مع طهران على برنامجها النووي الذي تصر على سلميته، فيما تحمَّل واشنطن دمشق مسؤولية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري.

واكد الرئيس الأسد ضرورة المزيد من تضافر الجهود والتشاور بين الدول الاسلامية لمواجهة مؤامرات وتحديات اميركا في المنطقه وقال: ان اميركا تريد استقطاب الراي العام في الدول العربيه والاسلاميه اليها وان تعمل عبر سياسة اثارة الفرقة بين الاخوة المسلمين تمرير سياساتها في المنطقة.

وأشار الرئيس السوري الي محاولات اميركا والصهاينة للمساس بمكانة ايران وسورية في المنطقه عبر طرح قضايا مثل العراق وفلسطين ولبنان واضاف: انه ينبغي في ظل بذل الجهود وتلاقح الافكار توعية الرأي العام في المنطقة ازاء الاهداف البغيضة لاميركا والصهاينة ذلك لان ايران وسورية تدعمان شعوب المنطقة وتريدان ازدهارها وتطورها وان الاعداء انما يصلون الي اهدافهم فقط عبر خلق الفرقة واثارة الظنون بين المسلمين.

واشاد الرئيس بقدرات وامكانيات الدول الاسلامية لتحقيق الازدهار والاستقرار والامن لشعوبها واكد ان تطوير وتعميق العلاقات بين طهران ودمشق يحظي بدور كبير في حل وتسويه قضايا العالم الاسلامي وتطور وازدهار شعبي البلدين.

وأبدى الرئيس السوري رغبة بلاده في الاستفادة من المنجزات القيمة التي حققتها الجمهورية الاسلامية الايرانية في مختلف الحقول، ممنوهاً بالتقدم الذي تحقق اخيرا في تنفيذ الاتفاقيات الاقتصادية بين البلدين في مختلف المجالات مؤكداً ضرورة المزيد من توسيع العلاقات الاقتصادية والثقافية والصناعية بين طهران ودمشق.

بدوره، أعرب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد عن ارتياحه للاتفاق بين حركتي فتح وحماس لانهاء المواجهات بينهما.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن الرئيس نجاد تحذيره من أن الاشتباكات بين التنظيمات الاسلامية المختلفة تضر دوما شعوب المنطقة وتصب في صالح اعداء ‌الاسلام، داعياً إلى ضرورة التنبه من اجل ان لا يصل الاعداء الي مآربهم البغيضة عبر خلق التفرقة والمواجهات بين المسلمين وان لا تضعف المقاومة.

واشار الرئيس الإيراني الي الوتيرة المتسارعة للتطورات الاقليمية واعتبر الحكمة واليقظة لدي الدول الاسلامية ولاسيما ايران وسوريه بانهما تغيران هذه التطورات لصالح شعوب المنطقة.

وقال ان هزيمة الكيان الصهيوني في عدوانه علي لبنان اثر المقاومة البطولية للشعب اللبناني وفشل الاحتلال الاميركي في العراق يعدان من الموشرات الواضحة لضعف اميركا والصهيونية الشديد ومصيرهما الآيل الي الافول.

ودعا الرئيس احمدي نجاد إلى ضرورة أن تعمل الدول الاسلامية في الظروف الحالية في ظل اليقظة والوحدة والحكمة للحيلوله دون تحقق المؤامرات الجديدة لنظام الهيمنة ومن ضمنها خلق الفرقة بين المسلمين.

واوضح الرئيس نجاد ان تبادل الرأي والتشاور المستمر بين ايران وسورية في مختلف المستويات امر مفيد للغاية وقال، ان ايران وسورية كدولتين صديقتين وشقيقتين ومتحالفتين تتمتعان بمكانه مهمة في العالم الاسلامي وموقع متميز في منطقه الشرق الاوسط.

واضاف: ان من الموثر جدا تبادل الخبرات والمنجزات القيمة بين الجانبين في مختلف المجالات الاقتصادية والتكنولوجية والثقافية والصناعية والتجارية والزراعية وكذلك الاستفادة من الامكانيات المتاحة للمزيد من الارتقاء بالعلاقات الثنائية من اجل تعزيز قدرات الجانبين.

وحذر الرئيس نجاد من المخططات الاميركية الجديدة لاثارة الفرقة والفتنة بين القوميات والمذاهب الاسلامية واضاف، انهم وعبر تاجيج الخلاف في وجهات النظر وطرح مشاريع حريصة بالظاهر علي مصالح شعوب المنطقة حالوا الايحاء بانهم يفكرون في ايجاد الاستقرار والامن في المنطقة في حين يريدون عبر هذه المشاريع تقويه موقعهم وموقع الصهاينة في المنطقة وضرب الدول الاسلامية.

واعتبر ان الجهود الاميركية ترمي للتاخير في ارساء الامن والاستقرار في العراق وعدم تقويه الحكومة العراقية المنبثقة عن اصوات الشعب وقال: ان مؤامرات اميركا الرامية لخلق الفرقه بين الشيعة والسنة او طرح قضية تفكيك العراق يتعارض مع السيادة الوطنية واستقرار العراق ويضر بدول المنطقة وياتي في سياق الحيلولة دون تقويه الحكومة العراقية المنبثقة عن اصوات الشعب بغيه توفير الارضية للمحتلين للاستمرار بتواجدهم في العراق ونهب ثرواته وضرب شعوب المنطقة.

كما استعرض الرئيس الاسد مع حجة الاسلام هاشمى رفسنجاني رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام التطورات السياسية الحاصلة فى المنطقة والعلاقات الثنائية.

وقال الاسد لرفسنجاني "ان خلق الشقاق والنزاع بين الشيعة والسنة في العراق ولبنان هي الورقة الوحيدة التي تملكها اميركا وحلفاؤها (...) فهم يحاولون التغطية على فشلهم بالدعاية المزيفة".

واجتمع الاسد كذلك مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي، وحضر الاجتماعين اعضاء الوفد الرسمى المرافق للاسد.

أما إذاعة دمشق الرسمية فقد اعتبرت أن زيارة الرئيس الأسد إلى طهران تقدم انموذجا يحتذي به في العلاقات الدوليه من اجل تفاهم وتعاون وتعاضد افضل لما فيه مصلحه البلدين والبلدان الاسلاميه والعربيه".

وبعد ان أوضحت الإذاعة في تعليقها السياسي أن هذه الزياره تاتي مع تزايد التدخلات الخارجيه في الشؤ‌ون الداخلية لدول المنطقة واستخدام لغة التهديد والوعيد"، فإنها دعت الي "استنفار ارادة وقرار دول المنطقة من اجل محاصرة هذه التدخلات والحيلولة دون استمرار تفاعلاتها السلبية".

وقالت انه "وفي هذا الاطار تاتي زياره الرئيس الاسد الي ايران اليوم ومحادثاته مع كبار المسوء‌ولين تعزيزا لعلاقات التشاور عبر تبادل وجهات النظر وتنسيق المواقف ازاء التطورات التي تشهدها المنطقه واتجاه التحديات المفروضه عليها".

ونوهت الاذاعه في تعليقها، بان العلاقات بين طهران ودمشق تشهد نموا مطردا علي مختلف المستويات والصعد والمجالات وتزداد رسوخا وقوه عاما بعد عام بفضل الاراده الجسورة للقيادتين".

مصادر
سورية الغد (دمشق)