وصفت صحيفة إسرائيلية هامة اللقاء الثلاثي الذي سيجمع كل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس الإثنين القادم بأنها " قمة الضعفاء ".

واشارت صحيفة " معاريف "، ثاني أوسع الصحف الإسرائيلية انتشاراً إلى أن هذه القمة ستفشل، كما أن أي محاولة لإضفاء طابع احتفالي على عقدها لن يكتب لها النجاح، معتبرة أن هذه القمة أبعد ما تكون عن زرع الأمل في النفوس. وأشارت الصحيفة الى أن جميع القادة الذين سيشاركون في هذا اللقاء هم قادة ضعفاء ويعانون من مصاعب تجعلهم عاجزين عن اتخاذ قرارات يمكن أن تمنع فشل القمة.

وأشارت الصحيفة الى أن القمة الثلاثية ستفشل على الرغم من أن لكل طرف مصلحة في نجاحها. ونوهت الصحيفة الى أن أولمرت يرى في نجاح القمة فرصته الوحيدة في النجاة من نتائج التحقيقات التي تجرى في تقصيره في حرب لبنان الأخيرة، في حين أن أبو مازن معني بتحقيق انجازات تعزز من موقعه في مواجهة حركة حماس، الى جانب حاجة الإدارة الأمريكية الى تحقيق انجاز في ظل ورطتها المتواصلة في العراق. وشددت الصحيفة على أن الإسرائيليين والأمريكيين خاب أملهم بعد قمة مكة في قيام ابو مازن بتحقيق رهاناتهم ضد حركة حماس.

وأشارت الصحيفة الى أن كلاً من الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية كانتا تراهنان على أن يقوم ابو مازن بالالتفاف على حكومة حركة حماس وأن يسحب البساط من تحت اقدام رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية. واضافت الصحيفة " بدلا من ذلك حصل اولمرت وكونداليسا رايس على حكومة فلسطينية لن تكون مستعدة على للتصريح علانية بأنها تعترف باسرائيل حتى لو حصلت على مليار دولار ". ونوهت الصحيفة الى أن كلاً من أولمرت ورايس سيطالبان ابو مازن بتقديم توضيحات كثيرة بشأن اتفاق قمة مكة.

وذكرت الصحيفة أن رايس وأولمرت سيطلبان من أبو مازن تقديم تفسير حول كيفية قيامه مستقبلاً بطرح مشروع التسوية الدائمة على استفتاء شعبي في ظل تشكيل حكومة وحدة وطنية. واكدت الصحيفة أن قادة حزب كاديما الحاكم يرغبون في ح صول تطورات ايجابية على صعيد التسوية مع السلطة الفلسطينية يمكن أن تساعد على إطالة عمر حكومتهم. من ناحيته قال المعلق السياسي الإسرائيلي نداف ايال أن أولمرت وقادة حزبه كانوا يراهنون على أن يؤدي اللقاء الثلاثي الى نجاة سفينتهم " الغارقة في الوحل وقضايا الفساد "، الى جانب تواتر استطلاعات الرأي العام التي تؤكد أن حزب " كاديما " سينهار في أي انتخابات قادمة. وقال ايال أن اولمرت " ليس رئيس الحكومة الأول الذي يجد نفسه في مباراة جنونية لتحقيق انجاز سياسي قبل أن يقوم التاريخ بركله بلحظات ".

في تطور اخر كشف الرئيس السابق لجهاز الموساد داني ياتوم أن فرص تحقيق السلام بين سوريا واسرائيل انهارت في عهد براك بسبب زلة لسان من الرئيس الأمريكي بيل كلنتون. وفي كتاب سيصدر قريباً له، قال ياتوم أنه عشية اللقاء الذي جمع كلنتون والرئيس السوري السابق حافظ الاسد في العام 1999 تم الاتفاق على أن يبلغ كلنتون الأسد انه يفهم بأن اسرائيل توافق على الانسحاب التام حتى حدود حزيران. واضاف ياتوم أن كلنتون ارتكب خطأ كبيراً عندما قال للأسد " حسب فهمي اسرائيل توافق على الانسحاب الكامل تقريبا الى خطوط حزيران 1967 ". ونوه ياتوم الى أن كلمة "تقريبا" جعلت الرئيس الأسد يعتقد أن الإسرائيليين يخرقون الاتفاق المسبق وأنهم يخدعونه. عندها غضب وانفجر اللقاء وعاد الى دمشق الى الأبد.